قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، اليوم الأربعاء، إن وضع سقف مؤقت لأسعار الغاز، بالإضافة إلى التفاوض على الأسعار مع موردي الغاز، والمشتريات المشتركة، من شأنه أن يؤدي إلى تراجع أسعار الطاقة في الاتحاد الأوروبي. وقالت فون دير لاين أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج بفرنسا: "وضع سقف لأسعار الغاز بشكل عام هو حل مؤقت" ويجب "أن تتم صياغته بشكل صائب لضمان أمن الإمدادات". وكتبت رئيسة المفوضية إلى قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء قبيل قمة مقررة في وقت لاحق هذا الأسبوع ببراغ: "نظرا لأن الاتحاد الأوروبي يستورد جميع الغاز الذي يستهلكه تقريبا، كلما كان التدخل العام الذي نتصوره بشأن أسعار الغاز أعمق، احتجنا إلى المزيد من خفض الطلب والتضامن بشأن العرض"، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء. وأضافت فون دير لاين: "لذلك علينا الإقرار بالمخاطر التي يتضمنها وضع حد أقصى على أسعار الغاز وأن نطبق الإجراءات الوقائية اللازمة". كما لفتت إلى إمكانية وضع سقف لسعر الغاز المستخدم في توليد الكهرباء كخطوة أولى، و"لكن أعتقد أنه يتعين علينا أيضا إلقاء نظرة على أسعار الغاز بعيدا عن سوق الكهرباء". واعتبرت فون دير لاين أن تقييد أسعار الغاز يجب أن يقلل من تقلبها، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأن صياغة السقف المقترح للأسعار. وتعتمد فون دير لاين أيضا على التفاوض بشأن أسعار أقل مع موردي الغاز مثل النرويج، ومشاركة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي شراء الغاز لخفض أسعار الطاقة. وقالت رئيسة المفوضية إن الاجراءات التي تتخذها دول الاتحاد الأوروبي يجب أن "تحافظ على تكافؤ الفرص داخل الاتحاد الأرووبي". وجاءت تصريحات فون دير لاين في الوقت الذي أثارت فيه حزمة المساعدات الألمانية بقيمة 200 مليار يورو (2ر198 مليار دولار) انتقادات لأن الدول الأخرى ربما تكون غير قادرة على تحمل مثل هذه الحزم، ووسط دعوات لوضع سقف لأسعار الغاز من العديد من عواصم التكتل. وأشارت رئيسة المفوضية إلى أنها سترسل خطابا بتفاصيل هذه النقاط إلى قادة الاتحاد الأوروبي قبل قمتهم في براغ التي تستغرق يومين وتبدأ غدا الخميس . وقالت فون دير لاين إن دول الاتحاد الأوروبي أحرزت تقدما في تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي منذ غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير الماضي. وخفضت روسيا صادراتها من الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي بشكل كبير، وهو ما ينظر إليه على أنه رد على دعم التكتل لأوكرانيا والعقوبات التي فرضها ضد موسكو، وهو رد الفعل الذي اتخذه الاتحاد على الغزو الروسي. وأدى هذه الإجراء إلى ارتفاع حاد في الأسعار، واندفاع دول الاتحاد الأوروبي إلى شراء الغاز من مصادر أخرى. وأضافت فون دير لاين، أن واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي ستهبط إلى نسبة 5ر7% في المستقبل، مقارنة مع 41% قبل الحرب. وأشارت إلى أن منشآت تخزين الغاز في التكتل ممتلئة حاليا بنحو 90% من طاقتها الاستيعابية، بعدما تمكنت الدول من شراء الغاز من دول أخرى مصدرة مثل النرويج والجزائر أو الولاياتالمتحدة. وحذر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم، من وقف الدعم لأوكرانيا في ظل التبعات الاقتصادية للحرب.