تزداد حدة التغيرات المناخية يومًا بعد يوم، فأصبح موسم حرائق غابات الأوزون أطول مما مضى، وأصبحت الأعاصير أشد من السابق، والتي كان آخرها إعصار إيان بالولايات المتحدةالأمريكية، وفيما تحاول حكومات العالم الحد من هذه الأزمة عن طريق استخدام الطاقة النظيفة والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، اكتشف الخبراء أننا من الممكن أن نساهم أيضًا في إنقاذ كوكبنا عن طريق تناول الطعام الخالي من الكربون. النظام الغذائي منخفض الكربون أو low-carbon diet، هو نظام يعتمد على تناول كميات أقل من اللحوم والألبان، بالإضافة إلى الحرص على تناول الطعام في مواسمه، بدلًا من تخزينه وتغليفه وإهدار العديد من الموارد لتناول الطعام في مواسم غير مواسمه. ويؤكد الكاتب جوناثان سافران فوير، في كتابه Saving The Planet Begins At Breakfast الذي نشره عام 2019، أن تناول نظام غذائي نباتي هو واحدًا من أهم أربعة أشياء يجب أن يفعلها المرء للحد من أزمة التغيرات المناخية وهو أبسطهم، لأن بقية القائمة هي عدم شراء سيارة، عدم السفر بالطائرة، وتحديد النسل. لماذا يعتبر تناول اللحوم ضارًا بالبيئة؟ وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، فتتسبب الثروة الحيوانية في إطلاق 14.5% من غازات الاحتباس الحراري في العالم سنويًا، وهو ما يعادل تقريبًا الانبعاثات الصادرة من القطارات والطائرات والسيارات والسفن، ويعتبر لحم البقر هو الأول في انبعاثات الغازات، يليه لحم الضأن والجبن ثم لحم الخنزير. يتسبب اللحم في زيادة حدة التغيرات المناخية بسبب عدة عناصر، ففي البداية تقطع أشجار الغابات لتوفير مزارع لتربية المواشي لإنتاج أكبر كمية ممكنة من اللحوم، مما يؤدي إلى زيادة نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، كما أن الأغنام والماعز يطلقون غاز الميثان عند هضمهم للطعام، في حين يخرج هذا الغاز السام من روث الأبقار، هذا بحسب موقع نيويورك تايمز. وأوضح الخبراء أنهم لا يطالبون العالم بالتحول إلى النظام النباتي، ولكنهم يدعونهم إلى اتباع الحمية النباتية، فإذا قلل 90% من الأشخاص حول العالم من تناول اللحوم، سيكون أفضل كثيرًا للكوكب من تحول حفنة من الأشخاص إلى النظام الغذائي النباتي، لأن ذلك لن يكون مفيدًا على الإطلاق. وحصلت الناشطة الشابة ريتا Greta Thunberg على لقب شخصية العام بمجلة التايم عام 2019 بسبب جهودها في مجال الحفاظ على الكوكب من التغيرات المناخية، بجانب نجاحها في إقناع جميع أفراد أسرتها بالتحول إلى النظام النباتي لإنقاذ الكوكب، داعية أكبر عدد ممكن من الناس لاتباعها. وذكرت دراسة نشرتها مجلة بروسيدينجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس، الصادرة عن الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن الأغذية التي تؤدي إلى تحسين الصحة مثل الحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضراوات، والبقوليات، والمكسرات وبعض الزيوت النباتية الغنية بالدهون غير المُشبعة مثل زيت الزيتون، هي التي يفضل للإنسان تناولها بجانب التقليل من تناوله للحوم ومنتجات الألبان، فبهذه الطريقة سيكون فعل جزء من واجبه الشخصي في الحرب التي نواجهها ضد التغيرات المناخية.