عواصف ورياح بدأت تهب على قناة الفضائية المصرية، التى تشهد طقسا متقلبا هذه الأيام بين التهديد بالاعتصام والإضراب عن العمل وسيل المذكرات التى تنهال على مكتب انس الفقى وزير الإعلام وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وحالة غضب تجتاح صفوف المذيعين والمعدين والمخرجين بالقناة. فى ظل هذه الأجواء التقت «الشروق» الإعلامي جمال الشاعر رئيس الفضائية المصرية وسألنا ماذا يحدث فى القناة فقال: سبب هذه الأجواء أننا نعيد ترتيب القناة من الداخل لأول مرة بعد خطوة التطوير التى أجريت مؤخرا، وإجراء تقييم لمستوى البرامج وتوزيع الأدوار بشكل متوزان خاصة فى ظل التفاوت الكبير فى الأجور بالقناة مع وضع فى الاعتبار أن العمل الإعلامى هو إبداع ولابد من وجود فروق فى الأجور لكن وصل الحد إلى أن البعض يتقاضى آلاف الجنيهات والبعض الآخر لا يتعدى راتبه بضع مئات فكان لابد من إعادة النظر فى كل هذه الأشياء ومراجعتها بما يخدم الشاشة. * وما السبب وراء تلويح البعض بالاعتصام والتهديد؟ التلويح بالاعتصام حاليا أصبح أمرا طبيعيا فالبلد كله بطنه مفتوح ويوما بعد يوم نسمع عن لجوء بعض العمال هنا أو هناك للإضراب والاعتصام وهذه الحالة موجودة فى مصر ومنتشرة وهى بالمناسبة حالة ايجابية تعكس وعى المواطن بحقوقه وهذا توجه دولة. * وما أثر هذا على الأداء فى القناة؟ بابى مفتوح للجميع ولست وحدى، فأبواب وزير الإعلام ورئيس الاتحاد ورئيس التليفزيون أيضا مفتوحة للجميع ولدينا جميعا الاستعداد للاستماع لمشاكلهم والسعى لحلها دون أن يؤثر هذا على هدفنا فى تطوير القناة والنهوض بمستوى الشاشة. * ولماذا خرجت المشاكل من بابك لتطرق أبوابا أخرى؟ لأن هناك فى القناة من يظن نفسه لارى كينج أو أوبرا وينفرى ويرفض تقبل نصائح، كما يرفض فكرة إحداث أى تطوير فى برامجهم وهم غير مدركين أن العمل الإعلامى مسئولية، ويقوم على معايير مهنية، وللأسف شاهدت مهاترات غريبة للحول دون تطوير البرامج، ولكنى لا أرى إلا الشاشة فلن يستوعب المشاهد مشاكلنا وراء الكاميرا، لأن همه الأول المواد الإعلامية التى نقدمها على الشاشة، فى ظل منافسة لا ترحم. * ولكن قيل إنك لجأت إلى أسلوب الترضية ورضخت لبعض رؤساء تحرير البرامج من خارج ماسبيرو خشية استخدام نفوذهم؟! لم ولن يحدث أن أقوم بترضية أحد أو أرضخ لأحد على حساب العمل، ومع احترامي للجميع فأنا مؤمن بأن العمل الإعلامى له قواعد وكل ما حدث أنني عقدت اجتماعا مع رؤساء تحرير البرامج وطالبتهم بتقديم خطة لتطوير برامجهم ومنهم من استجاب ومنهم من بذلت معه جهدا لكى يستجيب، وذلك لأننى مؤمن دوما بمنح الفرص، ولكن إذا استنفدت هذه الفرص فسوف أستعين بفريق آخر وأى حسابات أخرى مرفوضة فما بيننا هو العمل من أفكار ومضامين ومعالجات لننهض ببرامجنا. * وما حقيقة انك قمت بسحب عدد من البرامج من أصحابها وإسنادها لفريق عمل جديد أيضا من باب الترضية؟ لقد قمت بسحب مجموعة من البرامج من أصحابها وإسنادها لفرق عمل أخرى من منطلق عمل توازن فى توزيع الأدوار والمسئوليات، والبرامج هى «ليالى القاهرة» و«كافيه» و«سيدتى» لأن أصحابها يعملون فى أكثر من برنامج فى نفس الوقت، وأنا لدى كفاءات وكوادر غير مستغلة ومن هنا انطلقت شرارة الأزمة فالأموال التى كان يتقاضاها أصحاب هذا البرامج تأثرت بعد سحبها منهم، ولكن بنسبه لم تزد على 20% فليس من العدل أن يتقاضى فرد 27 ألف جنيه ويتقاضى آخر ألف جنيه أو ألفين وتعديل لائحة الأجور على مستوى مبنى التليفزيون كله هو الشغل الشاغل لرئيس الاتحاد حاليا. * هل صحيح انك تقدمت بفكرة تقديم برنامج توك شو جديد تقوم بتقديمه؟ نعم هذا صحيح، تقدمت بفكرة برنامج وأنتظر حاليا الموافقة عليه استعدادا لتنفيذه. * تردد فى أروقة ماسبيرو أن هذا البرنامج كان أحد أسباب حالة الغضب ظنا من البعض انه سيكون سببا فى إلغاء برامجهم؟ هذه شائعات كاذبة فمن غير المعقول أن أقدم برنامجا على حساب برامج أخرى فليس هناك اتجاه لإلغاء أى برامج والحقيقة أن خريطة القناة تتسع للبرامج الجديدة الجيدة وأى قيمة مضافة سنضرب لها تعظيم سلام. * كيف تسلمت القناة وماذا أصبحت على يديك؟ تسلمت القناة «منورة» وهذه حقيقة لا أنكرها فالقناة عانت لفترة طويلة من العشوائيات والتخبط ولكن بعد تطبيق خطة التطوير التى سعى إليها وزير الإعلام لمسنا نهضة حقيقية على شاشة المصرية التى تولى رئاستها اسماء لامعة فى عالم الإعلام بداية من سناء منصور وانتهاء بهالة حشيش وبدورى أسعى للحفاظ على هذا النور رغم انف الحاقدين الذين يسعون لقتل الحماس فى قلوبنا فلقد جئت على شاشة جميلة وسأسعى للبقاء على هذا الجمال.