فى الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت الماضى كنت شاهدا على صورة جميلة ومشرفة أتمنى أن تتكرر كثيرا فى العديد من المجالات فى بلدنا. فى هذا اليوم كانت الجلسة السابعة من جلسات الحوار الوطنى فى مقر الأكاديمية الوطنية للتدريب. فى الجلسات الست الماضية كان مجلس الأمناء المكون من 19 عضوا إضافة للمنسق العام ضياء رشوان ورئيس الأمانة الفنية المستشار محمود فوزى، هم الذين يجتمعون ويتحدثون ويتحاورون ويختلفون ويتوافقون، وتمكنوا من حسم العديد من الأمور التنظيمية والإجرائية خصوصا اختيار المقررين العموم ومساعديهم للمحاور الثلاثة وكذلك للجان الفرعية فى المحاور الثلاثة؛ السياسى والمجتمعى والاقتصادى، استعدادا للانطلاق إلى مناقشة القضايا الأساسية خلال أقرب وقت ممكن. لكن فى يوم السبت الماضى كان هناك مشهد جديد وهو انضمام المقررين العموم الثلاثة ومساعديهم فى جلسة بدأت فى الثانية ظهرا واستمرت حتى السادسة مساء، أعقبتها راحة لنصف ساعة ثم جلسة ثامنة امتدت حتى العاشرة ليلا. فى القاعة المستطيلة بالدور الثالث من مبنى الأكاديمية الوطنية للتدريب كانت هناك صورة «لمصر التى أحبها»، وهو تعبير سمعته من الزميلة العزيزة النائبة أميرة صابر عضو مجلس الأمناء. كان هناك قامات كبيرة حضرت فى هذا اليوم. الدكتور على الدين هلال المقرر العام للمحور السياسى ومساعد المقرر الدكتور مصطفى كامل السيد. والمقرر العام للمحور الاقتصادى الدكتور أحمد جلال ومساعده عبدالفتاح الجبالى والمقرر العام للمحور الاجتماعى المهندس خالد عبدالعزيز ومساعده الدكتورة هانيا الشلقامى. كل واحد من هؤلاء قامة كبيرة فى مجاله وهم مع أعضاء مجلس الأمناء يمثلون إلى حد كبير غالبية، إن لم يكن كل المشهد العام فى مصر بعد أن تم استبعاد القوى والتنظيمات المتطرفة والرافضة للدستور. على الدين هلال واحد من أساطين العلوم السياسية فى مصر والمنطقة العربية، وهو أستاذ لغالبية دارسى العلوم السياسية وكذلك العديد من الإعلاميين، والعبد لله يتشرف بأنه درّس لى مادة النظم السياسية وعلم السياسة فى أولى كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1982 1983. الدكتور أحمد جلال وزير المالية الأسبق وأحد كبار أساتذة الاقتصاد فى مصر ومن الذين يكتبون بموضوعية فى القضايا الاقتصادية وكيفية مواجهة التحديات القائمة. والمهندس خالد عبدالعزيز تولى منصب وزير الشباب والرياضة وله إسهامات واضحة فى العمل الشبابى والأهلى والعمل العام عموما. الدكتور مصطفى كامل السيد واحد من ألمع أساتذة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكاتب بارز فى الشروق. والدكتورة هانيا الشلقامى من أكبر المدافعين عن العدالة الاجتماعية ولها دور بارز فى تأسيس برنامج تكافل وكرامة مع الدكتورة غادة والى. أما عبدالفتاح الجبالى فهو واحد من أبرز كتاب الاقتصاد فى مصر ورأس مجلس إدارة مؤسستى الأهرام والوطن، ويترأس الآن مدينة الإنتاج الإعلامى. بجوار هؤلاء القامات الستة هناك 19 شخصا يمثلون تيارات مختلفة فى المشهد السياسى المصرى سواء المؤيدين لوجهة نظر الحكومة أو المعارضين لها، وما بينهما من خبراء مستقلين وشخصيات عامة. هذا المشهد ظهر يوم السبت الماضى هو الصورة التى أحب أن أشاهدها كثيرا فى مصر المستقبل، أى كل أبنائها المؤمنين بالدستور والدولة المدنية يجلسون ويتحدثون ويتحاورون ويتفقون ويختلفون حتى يتوافقون على أفضل الطرق والمسارات التى تجعل مصر تتقدم للأمام. فى هذا اليوم تحدث الجميع باستفاضة عن تصوراتهم خصوصا المقررين العموم الثلاثة ومساعديهم، هم طرحوا أفكارا جديدة تساعد فى إعطاء دفعة للحوار حينما يبدأ فى مناقشة صلب القضايا الأساسية التى ينتظرها الرأى العام بفارغ الصبر أملا فى نتائج تجعل مصر تنطلق أفضل للأمام. مرة أخرى أتمنى أن تتعمم هذه الصورة الجماعية بأكبر قدر متاح فى المجتمع، حتى تزداد مناعته ضد كل ما يتهدده من أخطار.