صلاح هاشم: استمرار الدعم النقدى لأكثر من 5 سنوات للأسرة سيؤدى إلى فشل برامج «الحماية الاجتماعية» ندرس إطلاق «سبيل» لدعم طلاب الجامعات ذوى الظروف الصعبة.. والبرامج تستهدف تثبيت نسبة الفقر عند 20% برامج الحماية الاجتماعية تدعم 25% من المصريين و450 جنيها الحد الأدنى لتكافل وكرامة لتغطية الاحتياجات الأساسية تصوير داليا مصطفى: قال الدكتور صلاح هاشم مستشار وزارة التضامن للسياسات الاجتماعية: إن استمرار الدعم النقدى للأسر المستفيدة من برامج الحماية الاجتماعية سيتسبب فى فشل أهدافها، لافتا إلى أنه تم تحديد 450 جنيها للمستفيد من تكافل وكرامة باعتباره الحد الأدنى لإشباع الاحتياجات الأساسية. وأشار هاشم، فى حوار ل«الشروق»، إلى أن وزارة التضامن تستعد حاليا لإطلاق برامج حماية اجتماعية جديدة خلال الفترة المقبلة بخلاف «تكافل وكرامة»، منها برنامج «سبيل» لدعم الطلاب فى الجامعات الذين يتعرضون لظروف صعبة، وإلى نص الحوار: بداية.. ما هى برامج الحماية الاجتماعية التى تتبناها وزارة التضامن؟ الحماية الاجتماعية ليست مفهوما مرتبطا بالفقر فقط، ولكن مرتبطا بالطبقات العليا والمتوسطة والدنيا بمعنى «أنه يحمى الطبقة العليا من السقوط للطبقة الوسطى وحماية الطبقة المتوسطة من الوقوع إلى الطبقة الدنيا وحماية الطبقة الدنيا من الوقوع إلى المجاعة، وأن يكون فى تعادل بين الطبقات حتى لا يكون هناك فقراء جدد». والحماية الاجتماعية تستهدف تثبيت نسبة الفقر عند 20% من السكان والعمل على زيادة نسبة الأغنياء، ثم زيادة نسبة الطبقة الوسطى فى الهرم الاجتماعى، كما أن زيادة أعداد الأغنياء وأبناء الطبقة الوسطى سيؤدى حتما إلى تراجع أعداد الفقراء. وفى الحقيقية «الحماية الاجتماعية» هى من المفاهيم الحديثة التى ظهرت فى التسعينيات، وكانت مرتبطة بالعمال فى أوضاع ضعيفة وكانت هدفها حماية هؤلاء العمال فى الظروف الصعبة والأوضاع الاجتماعية الحرجة والهشة. وكان هناك نوعان من الفئات المستهدفة من الحماية الاجتماعية هم المزارعون والصيادون باعتبار أن الأوضاع المناخية تؤثر على أوضعاهم أحيانا، ولذلك ظهرت البرامج لحمايتهم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى ممكن أن يمروا بها نتيجة التغيرات المناخية التى من الممكن أن تؤثر على أوضاعهم الاقتصادية. وكيف يتم تطبيق برامج الحماية الاجتماعية؟ الوزارة تتبنى فلسفة الحماية من الفقر بمعنى «أن الدعم النقدى مثل برنامج كرامة وتكافل لا نعطيه لأسرة أكثر من 5 سنوات لأنه ليس دعما نقديا مدى الحياة». فالوزارة تعمل على مشروعات متناهية الصغر تساعد الفرد على الاعتماد على نفسه خلال 5 سنوات، وحتى يتخلص من الاعتماد على الدولة، وربطت الدعم النقدى 5 سنوات فقط، حيث لا يجب أن يزيد عن ذلك. لماذا لا يستفيد المواطنون من برنامج «كرامة وتكافل» لمدى الحياة؟ الدعم النقدى صعب يكون أكثر من 5 سنوات، ومن المفترض ألا يزيد عن هذه المدة، لأن لو المواطن استمر فى الحصول على دعم نقدى أكثر من 5 سنوات فهذا دليل على فشل والتراجع لبرامج الحماية الاجتماعية، ولذلك وزارة التضامن دخلت برنامج فرصة حتى يستطيع يكون مستحق الدعم لديه مشروع يعتمد به على نفسه. لكن لماذا حددتم 450 جنيها شهريا للمستفيدين من تكافل وكرامة؟ برنامج «تكافل وكرامة» هو أول برامج الحماية الاجتماعية فى مصر وتتبعه الوزارة للحد من الفقر لتحسين مستوى معيشة محدودى الدخل مع مواجهة بعض الظواهر الاجتماعية السلبية، بمعنى «لا تكافل مع زواج مبكر ولا تسريب من التعليم ولا مع أمى ولا مع أكثر من طفلين لحماية الزيادة السكانية المفرطة». وفى وقت سابق كانت الأسر تحصل على 52 جنيها معاش التضمان فى حالة أن يكون عائلها متوفى أو مريضا أو مسجونا مهما كان عدد أفراد الأسرة، ولكن فى برامج الحماية الاجتماعية التى تُطبقها الوزارة مرتبط بخط الفقر الموجود فى مصر الذى يحدده الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء كل خمس سنوات ثم أصبح كل عامين. والتقرير الخاص بالجهاز حدد مبلغ 450 جنيها هو الحد الأدنى لتغطية الاحتياجات الأساسية فقط، «وده بيكون للفرد، ومرتبط بخط الفقر والأهم ألا تزيد عن 5 سنوات». ما هى الفئات المستهدفة من برامج الحماية الاجتماعية التى تطبقها الوزارة؟ أهم فئة هم محدودو الدخل غير القادرين على إشباع احتياجاتهم والمسنين والأقل فكرا ووعيا وذوو الإعاقة، وهناك العديد من برامج الحماية الاجتماعية التى تعمل عليها الوزارة غير «تكافل وكرامة» مثل برنامج فرصة للتمكين الاقتصادى لإيجاد فرص عمل للاستغناء عن الدعم النقدى لزيادة أعداد التخارج من الدعم النقدى. كم إجمالى عدد المستفيدين من البرنامج؟ وهل ستشهد دخول أسر جديدة؟ وصلنا 5 ملايين أسرة بما يقرب من 22 مليون مواطن مستفيد فى الشهر الحالى، أى أن برامج الحماية الاجتماعية تدعم 25% من المصريين، وآخر تقرير للجهاز المركزى أوضح أن نسبة الفقراء فى مصر حوالى 29.5%، ولكن مع جائحة كورونا وموجة الغلاء وتداعيات التضخم وآثار الحرب الأوكرانية الروسية أتوقع زيادة هذه النسبة فى مصر، ولذلك رفعت الدولة معدل احتياطى الأزمات فى الميزانة العامة للدولة، ولدينا قاعدة بيانات فى وزارة التضامن توضح أن 34 مليون مواطن يستحقون «تكافل وكرامة». ولا أتوقع دخول أسر جديدة الفترة المقبلة، ولكن الظروف الاستثنائية الأخيرة جعلتنا بتوجيهات رئاسية نُدخل 450 ألف أسرة جديدة فى شهر مارس الماضى، ثم زيادة مليون أسرة مرة أخرى بداية شهر سبتمبر الجارى. هل تكلفة ضم المليون أسرة الجديدة إلى مظلة الحماية الاجتماعية ستتحملها ميزانية الوزارة بأكلمها؟ سيتحمل المجتمع المدنى تكلفة تغطية 420 ألف أسرة، فضلا عن 120 ألف أسرة ستحصل على دعم سلعى لمدة 6 أشهر قد تستمر وقد لا تستمر. ألم تخطط الوزارة لزيادة قيمة الدعم الموجه ل «تكافل وكرامة»؟ وفى الواقع الجنيه الواحد الذى يحصل عليه أى فرد فى صورة دعم جديد يكلف الدولة مليار جنيه، وهناك خياران أولهما أن أعمل تغطية للحد من الفقر والخيار الثانى هو تجويد الخدمات، فالوزارة اختارت أن تغطى المواطنين المستحقين للدعم حتى لو بجودة أقل ثم بعد ذلك يتم تحسين جوده الخدمة المقدمة لهم. ما هو إجمالى عدد الأسر التى تخارجت من «الدعم النقدى»؟ فى الحقيقة نسبة التخارج لا تتعدى 10% حتى الآن وهذه نسبة معقولة وبتكون الأسرة حصلت على مشروع وأصبح لديها مبلغ شهرى أكبر من 450 جنيها عن طريق مشروع إنتاجى. كيف تضمن الوزارة وصول الدعم لمستحقيه؟ هناك شروط كثيرة للاستفادة من «تكافل وكرامة» إلكترونيا، فضلا عن طريق وحدة التضامن الاجتماعى، كما أن هناك باحثا يقوم بالتأكيد من البيانات الحقيقية للمتقدمين للدعم، ثم الاستمارة يتم فحصها من خلال لجنة، فضلا عن الربط الشبكى الذى أنشأته الوزارة مع وزارات الصحة والتعليم والخارجية والزراعة، حتى يتأكد من تطبيق الشروط. كما أن الوزارة تتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية للتأكد طوال الوقت أن الدعم يصل لمستحقيه، ويتم فحص جميع الشكاوى بشكل كبير ويتم معالجة جميع الشكاوى من خلال منظومة الشكاوى الخاصة بوزارة التضامن. هل ستطلق الوزارة برامج حماية اجتماعية جديدة الفترة المقبلة؟ بالفعل هناك تصور لإنشاء برامج جديدة مرتبطة بالحماية اجتماعية فى الفترة المقبلة تتواكب للظروف المعيشية الصعبة التى تتعرض لها الأسرة المصرية، والوزارة تدرس إنشاء برنامج «سبيل» لطلاب الجامعات ذوى الظروف الصعبة فى العلاج والسكن فى المدن الجامعية، وسيتم تخصيص خط ساخن لدعم الطلاب الوافدين وخارج المحافظات.