طالب مندوب دولة فلسطين بجامعة الدول العربية السفير دياب اللوح، بضرورة عقد مؤتمر خاص حول القدس وما تتعرض له من تهويد واستهداف إسرائيلي. وأشار إلى ضرورة رفع توصية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لعقد هذا المؤتمر في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان لإنقاذ القدس ووقف ما تتعرض له من تهويد ممنهج وسرقة وعبرنة غير مسبوقة من خلال تغيير وتحريف المناهج التعليمية الفلسطينية وإلغاء تراخيص المدارس العربية في القدسالشرقية. وأكد السفير اللوح، خلال كلمته أمام مجلس الجامعة العربية في دورته 158 على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة ليبيا، اليوم بمقر الجامعة العربية، بحضور الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، أن إسرائيل تقوم بأعمال تتناقض مع القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة، مخططات تهويد مدينة القدس وتغيير تركيبتها السكانية من خلال إفراغها من سكانها وسرقة منازلهم، في تعمد لتزييف وتغيير الأمر الواقع بعد تعثرهم في التخلص من أصحاب الأرض، مستهدفة أحياء عديدة من بينها حي بطن الهوى في سلوان، وحي الشيخ جراح ووادي حلوة، كما لستهدفت سابقًا ولأزالت مساكن المواطنين في الخان الأحمر والأغوار الفلسطينية. وقال إن أخطر ما تواجهه مدينة القدسالمحتلة، عاصمة دولة فلسطين، هو استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها استهداف المسجد الاقصى المبارك، من خلال الاقتحامات اليومية والرقص والتعري في باحاته وتدنيسه في محاولة لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا وتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم فيه والاعتداء على المصلين والمرابطين فيه دفاعًا عنه من الرجال والنساء والأطفال، مما يتطلب ويستدعي وعلى نحو عاجل توفير آليات رقابة دولية بما في ذلك توفير الحماية الدولية للمواطنين تحت الاحتلال ليس في مدينة القدس فقط وإنما في أنحاء الضفة الغربيةالمحتلة. وتابع: "وإنهاء الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، وذلك كخطوة أولى لحين إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وتمكين شعبنا الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة كاملة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة المتصلة جغرافيًا والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 والإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، والعمل لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تعترف بالشرعية وبالقوانين والمرجعيات الدولية". ومضى قائلا: نجدد تمسكنا بالرعاية المصرية للمصالحة الفلسطينية وترحيبنا بالجهود التي تبذلها دولة الجزائر الشقيقة، وإجراء الانتخابات العامة بمشاركة القدس وفي القدس ترشيحًا وانتخابًا. وأوضح السفير اللوح أن المؤتمر الخاص بالقدس لا بدَّ أن يسلط الضوء على الواقع الذي يعيشه أهلنا في مدينة القدس، ورفع مستوى الوعي لدى الرأي العام العربي والدولي حول الممارسات الإسرائيلية المستمرة وغير القانونية لتهويد القدس وطمس هويتها العربية – الإسلامية وعزلها عن محيطها العربي بحزام كبير من المستوطنات الاستعمارية. وأكد ضرورة وضع قضية القدس على سلم أولويات الدول العربية الشقيقة، ورفع مستوى التضامن والتفاعل الدولي معها، لوضع حد للممارسات الإسرائيلية غير القانونية، والمطالبة، بتشكيل حماية قانونية لأهلنا في القدس من الإجراءات الإسرائيلية التي تمارس بحقهم، من خلال تشكيل إطار قانوني يضم نخبة من الخبراء القانونيين سواء في المحافل الدولية أو المحلية أو الإقليمية المستعدين للدفاع عن المواطنين المقدسيين الذين يتعرضون للاعتقال والقتل والقهر اليومي الإسرائيلي، مع ضرورة بحث طرق دعم صمود المقدسيين في قطاعات مهمة وحيوية كقطاع التعليم والصحة والاسكان والسياحة. ولفت إلى ضرورة تشكيل صندوق تطوعي (صندوق القدس) مخصص لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مدينة القدس لإنعاش اقتصادها ودعم تجارها وأهلها، تتم إدارته ورقابة أدائه من خلال مجلس إدارة منتخب من الدول الأعضاء والمؤسسات والصناديق المشاركة والمساهمة فيه، بالتنسيق والتعاون مع دولة فلسطين ووزارة القدس في الحكومة الفلسطينية. كما أكد ضرورة الاتفاق على صيغة ثقافية عربية للحفاظ على هوية المدينة العربية في مواجهة التهويد.