أزمة مقبرة طه حسين: الإزالة مسألة وقت.. وإدارة الجبانات لا ترد (صور جديدة)

تربي: المقابر المدون عليها كلمة إزالة ستهدم ولكنها مسألة وقت
تنفذ السلطات المعنية عددا من المحاور المرورية الجديدة، لخلق منافذ وطرق جديدة للقضاء على التكدسات المرورية التى تعانى منها القاهرة، حيث بدأت فى تصميم محور سميرة موسى، وحسب الله الكفراوى، وياسر رزق، بأحياء الخليفة، والمقطم، والبساتين، ومصر القديمة، لربط محاور وطرق شرق القاهرة بجنوبها.
وترتب على ذلك، إزالة العقارات الواقعة في نطاق مد تلك المحاور ومحيطها، مع تعويض المواطنيين ماليًا أو بنقلهم لسكن بديل داخل المناطق الحضرية الجديدة كالأسمرات وبدر والمحروسة.
ولدى وصول قطار الإزالات إلى المقابر شهدت مواقع التواصل الإجتماعى حالة من الجدل حول إزالة بعض مقابر الشخصيات المصرية التاريخية بمنطقة التونسي، بحي الخليفة، وعلى رأسهم عميد الأدب العربي د. طه حسين.
ورصدت عدسة "الشروق" أمس الأربعاء كتابة كلمة "إزالة" فوق علامة X على جانب باب مقبرة طه حسين وابنته أمينة وصهره وزير خارجية مصر الأسبق محمد حسن الزيات.
فيما نفت محافظة القاهرة ما ترددحيث قال اللواء إبراهيم عوض، المتحدث الرسمي لمحافظة القاهرة، ل"الشروق" إن محافظة القاهرة لم يتم مخاطبتها بشكل رسمي بمكان المحور أو مساره أو عرضه حتى الآن، قائلًا: "مفيش حاجة وصلت للمحافظة تفيد تنفيذ محور ياسر رزق أو بيان رسمي بذلك ويجب تحري الدقة فى نشر المعلومات سواء على الحسابات الخاصة أو المواقع الإخبارية.
ورصدت "الشروق"، اليوم الخميس، خلال جولتها الميدانية بمقابر الإمام والتونسي بحى الخليفة، إزالة الكثير من المقابر في مسار محور ياسر رزق، وبقاء مقبرة طه حسين كما هى حتى الآن على الرغم من تدوين علامات "X" وكتابة كلمة "إزالة" عليها تمهيدًا لإزالتها كباقى المقابر المجاورة لها بنفس الصف.
وقال شهود عيان إنه قد تم نقل الرفات الموجودة في تلك المقابر إلى 15 مايو وإزالتها حتى سطح الأرض عدا مقبرة عميد الأدب العربي كما هى.
التعويضات في 15 مايو:
وقال الستيني حامد، تربي يقطن أحد مقابر منطقة التونسي، إنه تم وضع علامات على عدد كبير للغاية من المقابر، تمهيدًا لإزالتها لتنفيذ محور مرورى جديد، موضحًا أن مندوبي السلطات المعنية تفقدوا الأشهر الماضية كافة شوارع المقابر ثم كتبوا علامات "x"، ولكن الأسبوع الماضي حضروا دون الحديث مع أحد، ودونوا كلمة "إزالة" على المقابر الموجودة في مسار المحور، لتسهيل أعمال الإزالة على العمال المتواجده بالموقع.
وأضاف حامد ل"الشروق"، أنه تمت مخاطبة أغلب الأهالى ملاك المقابر المقرر إزالتها لنقل رفات موتاهم إلى مقابر 15 مايو، قائلًا: "كل حوش وضعت عليه كلمة إزالة سيهدم ولكنها مسألة وقت.. وبعض المواطنين نقلوا رفاتهم من الأحواش بكل حزن وزعلانين".
فيما أعربت ربة أسرة تصادف وجودها بالموقع، رفضت ذكر اسمها، عن حزنها من نقل رفات الموت الخاصة بأسرتها إلى 15 مايو، قائلة: "المكان بعيد وكنت واخدة عهد على نفسي أزورهم كل يوم جمعة بعد نقلهم لمايو لا أستطيع المواظبة على الزيارة أسبوعيا".
وأضافت ربة الأسرة ل"الشروق"، أن الأحواش والمقابر بمنطقة التونسي يمتلكها الأهالي منذ زمن طويل ومساحتها كبيرة، مقارنة بالمقابر التى تم تعويضهم بها في 15 مايو:"حصلت على مقبرة مساحتها 30 مترا مربعا بمايو وكان بحوزتي حوش مساحته تتعدي 70 مترا بالتونسي".
المسئولون لا يردون:
وأوضح اللواء طارق محمود اليمنى، رئيس حى الخليفة، ل"الشروق" أن المقابر والجبانات خارج اختصاص الحي قائلًا:"الجهة المعنية إدارة جبانات محافظة القاهرة وليس من صلاحايات الحي حصر مقابر أو أحواش".
ومن ثم تواصلت "الشروق" مع مدير إدارة الجبانات بمحافظة القاهرة، وليد محمد يوسف، ولكن لم تتلق ردًا منه حتى الآن، على الرغم من كونه الجهة المعنية بهذا الشأن، والتي عليها التدخل لتوضيح الحقيقة كاملة للرأي العام.
ويبدأ محور ياسر رزق من نقطة تقاطعه مع محور سميرة موسى وينتهى بشارع صلاح سالم والأوتوستراد بشكل يساعد على سهولة وسرعة الحركة المرورية للمواطنين بمختلف أحياء القاهرة، بطول 7 كيلومترات لربط المنطقة وطريق صلاح سالم بهضبة المقطم، كما يصل بين محوري المشير والحضارات في الفسطاط حتى كورنيش النيل كما يربط المنطقة بالدائرى والأوتوستراد.