تقدمت إحدى الشركات المصرية العاملة في صناعة الشاي بشكوى رسمية عاجلة إلى مجلس الوزراء، ووزير التموين؛ لتدبير الدولار اللازم لعمليات استيراد الشاي لمواجهة الاستهلاك المحلي. ليأتي رد حكومي على لسان وزير المالية، من خلال مداخلة هاتفية لأحد البرامج، أمس الإثنين، قال فيها: «إن شاء الله مفيش مشكلة في الشاي، هذا الموضوع سنتحرك فيه بإذن الله، مهم جدا مزاج الناس». ويرتبط المصريون بالشاي ارتباطا قوية، ويعد جزءً أصيلا في لحظات ومناسبات تتباين أنواعها؛ لكن يجمعها تواجد الشاي كبطل أساسي؛ فيحرص الكثير على كوب الشاي بعد الوجبات، ولدى الجميع ذكريات لشراكة الشاي مع أوقات المذاكرة وسهر أيام الامتحانات، وتقدير الحرفيين له في أوقات الراحة من العمل، لجانب جملة "تعالى أشرب شايا" التي تعد الأقوال المأثورة في الذاكرة المصرية. وعلى سبيل توثيق المزيد من توثيق تلك العلاقة، تعرض الكاتب عمر طاهر في كتابه "صنايعية مصر" الصادر عن "دار الكرمة" في 2017. ويقول طاهر: في منتصف الثمانينيات كانت هناك بيوت كثيرة ومحالّ تضع بوسترات ونتائج حائط لشيخ عجوز مبتسم، يصب الشاي في كوب زجاجي صغير، اسمه «الشيخ الشرِّيب»، فسَّرت لي جدتي اقتران الشاي ب «شيخ» بأن هذا النوع من الشاي كله «نفحات». وأضاف طاهر كان الواحد يتابع مسيرة الشاي في وجدان المصريين وهو مشغول منذ الطفولة بسؤال: من هذا الرجل المرسوم على علبة شاي «الشيخ الشريب» كنت أقدم لنفسي إجابة واحدة وهي أنها صورة صاحب المصنع، كنت أعتقد أنها إجابة مرضية حتى كبرت وعرفت!. ولم يكن الشيخ هو صاحب المصنع، كما كان في اعتقاد عمر طاهر: فقد كان صاحبه أحد أبرز رجال الأعمال في عهد الستينيات وهو علوي الجزار، الذي قام بأنشطة اقتصادية متوسعة في صناعات مختلفة، كان استيراد الشاي من بينها. وأوضح طاهر: كان البعض يعتبرون هذه الصورة محض خيال فني، لكنها شخصية حقيقية، وهو ليس شيخًا ولكنها صورة «عم عرفة» الذ ي كان يعمل سائق عند علوي الجزار، وكان الجزار يحبه ويتفاءل به، فقرر أن يجعل صورته رمزًا للشاي الذي اجتاح مصر بقوة حتى نهاية الثمانينيات.