أشجار النخيل جزء لا يتجزأ من طبيعة الحياة السيناوية، حيث تنتشر زراعة النخيل في الشوارع، وتوجد واحات لأشجارها داخل الظهير الصحراوي الأودية، وقد كانت مهملة ولا يوجد عناية بها، ولكن في الآونة الأخيرة بدأت تشهد اهتماما وعناية ليس من قبل المزارعين فقط، بل المسئولين بمحافظة جنوبسيناء، وهذه الفترة تشهد توسعا في زراعة أشجار النخيل بكل أنواعه، تزامنًا مع خطة المحافظة للتوسع في الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية. ويعد نخيل البلح المجدول أحد أهم الأصناف التي أصبحت تشهد توسعا في زراعتها داخل مزارع مدينة طور سيناء، نظرًا لارتفاع قيمتها الغذائية والمادية لكون الطلب عليه كبير في معظم أنحاء الدول. وقال أحمد علي، صاحب مزرعة النخيل المجدول بمدينة طور سيناء، إن أشجار النخيل المجدول تعد من أغلى أنواع النخيل حيث يتراوح سعر النخلة الصغيرة من 1000 إلى 1300جنيه، وثماره من أجود أنواع التمور والأكثر فخامة وأغلاها. وأوضح، في تصريح ل"الشروق"، أن البلح المجدول يطلق عليه "ملكة التمر" لكونه حلو المذاق وذو قيمة غذائية عالية، ويتميز بكبر حجم البلحة ونعومة ملمسها، لذا يصلح للتصدير لكل دول العالم، ويجري بيعه داخل المزرعة بسعر يتراوح من 100 إلى 120 جنيها للكيلو، ويصل سعر الكيلو في الأسواق إلى 200 جنيه. وأشار إلى أن زراعة أشجار نخيل البلح المجدول أثبتت نجاحها بمدينة طور سيناء لكونها تحتاج إلى مناخ حار جاف وتربة صحراوية وهذا ما يتوافر بمدينة الطور، مؤكدًا أن التوسع في زراعة نخيل المجدول بجنوبسيناء سيكون له أثر عظيم في التنمية ليس فقط على مستوى المحافظة، وإنما يسهم بشكل عام في دعم الاقتصاد المصري. وعن طريقة العناية بثمار البلح المجدول، أكد أنهم يقومون بعدة عمليات قبل الجني، أي منذ بداية مرحلة الإثمار، أولها أن يجري تخفيف "الشمبوك" بحيث لا يتعدى عدد ثمار البلح في الشنبوك الواحد عن 8 ثمرات حتى تأخذ براحها في النمو، وعند قرب نضج الثمار تبدأ مرحلة التكييس وهي عبارة عن وضع سباطات البلح في "شكاير" ذات ثقوب مخصصة لعملية التكييس لضمان الحفاظ على الثمار من الآفات والأتربة حتى مرحلة الجني، وخلال الجني يجري جني الثمار التي نضجت فقط، وحفظها في ثلاجات لحفظ البلح، وهى عبارة عن حجرات محكمة الإغلاق، و بها جهاز تكييف لضمان حفظ التمور وتبخيرها ضد الحشرات أو التلف. وأضاف أن أشجار البلح المجدول تحتاج إلى الري يوميًا في بداية زراعتها لمدة 40 يومًا، وثم ريها كل عدة أيام حسب درجة الحرارة ونوعية التربة، وتتطلب الطقس الجاف لضمان نموها حتى لا تجف وتنتهي، ويصل إنتاجية الشجرة الواحدة إلى نحو 60 كيلوجراما، لذا يعد أشجار النخيل المجدول ثروة قومية للمزارعين وللدولة.