تشهد الفترة الحالية بالوادي الجديد، مرحلة تقويس عراجين البلح بالنخيل، والمعروفة لدى الأهالي بمسمى "الدلاوة" أو تذليل عراجين البلح، وذلك في إطار المراحل التي تمر بها اشجار النخيل بداية من مرحلة التقليم والطرح وصولا لمرحلة الجني. وقال الدكتور عماد فودة الأستاذ المساعد بالمعمل المركزي لأبحاث وتطوير نخيل البلح بالوادي الجديد، إن التقويس عبارة عن تقويس عراجين البلح وضم شماريخ العرجون إلى بعضها وثنيها إلى أسفل وتنكيسها مع ثني العرجون بأكمله وميله إلى الأمام ليصبح محملا فوق الجريد. وتابع: «وترجع أهمية هذه العملية إلى أن شماريخ العرجون تتشابك عندما تنمو بثمارها مع الخوص والأشواك مما يعرض الثمار للتلف بالإضافة إلى تعرض أعناق العراجين للكسرعندما يزداد وزن ما تحمله من ثمار نامية مع صعوبة جني الثمار». وأضاف فودة، في تصريحات خاصة ل«الشروق»، أن عملية التقويس حتمية في الأصناف ذات العراجين طويلة الأعناق، وتجري عملية التقويس بعد 6 أو 8 أسابيع من التلقيح، ويجب ألا تتأخر عن ذلك حتى لا تتخشب العراجين وتتعرض أعناقها للكسر عند ثنيها، وفي الأصناف ذات العراجين القصيرة يستبدل عن التقويس بسند وتدعيم العرجون على مسند ذو شعبتين يرتكز على جذع النخلة لمنع انكسار العرجون عندما يكون ذو حمل ثقيل، ومرحلة التقويس من أهم المراحل ولها طرق علمية لضمان الحفاظ على ثمار البلح وعدم تعرض العراجين للكسر أثناء عملية التكييس التي تعد المرحلة التي تسبق جني الثمار والتي تبدأ في النصف الثاني من شهر سبتمبر، بجانب الإهتمام بزراعة أصناف جديدة من نخيل البلح البارحي والمجدول، وهي أصناف عالية الجودة وتحقق دخل مرتفع للمزارعين بجانب البلح السيوى النصف جاف والمعروف بمسمى البلح الصعيدي. وأوضح أن الفترة الحالية لابد من الاهتمام بالري المنتظم لأشجار النخيل؛ لأن أي تأخر في عملية الري يؤثر على حجم ثمار البلح، وبعد انتهاء مرحلة التقويس يتم الاستعداد للمرحلة المقبلة وهي تكييس أو تزميط عراجين البلح، وقبل التكييس يجب الاهتمام بمكافحة اكاروس الغبيرة الذي يصيب بعض أشجار النخيل، ويتم مقاومته قبل بدء عملية التلوين ونضج البلح. وأشار إلى استخدام أسمدة بوتاسيوم للنخيل؛ لضمان تغذية النخيل والمساهمة في عملية النضج والحفاظ على حجم الثمرة المناسب، ويفضل أيضا بدء عملية التكييس المبكر في المناطق التي تنتشر بها دودة ثمار الرومان. جدير بالذكر أن الوادي الجديد هي المحافظة الأولى على مستوى الجمهورية في إنتاج التمور، حيث تضم أكثر من 2 مليون نخلة على مساحة 21 ألف فدان، وتنتج سنويًا نحو 60 ألف طن من البلح الصعيدي بجانب أصناف أخرى، وتشهد الفترة الحالية توسعات مختلفة في زراعة النخيل من خلال مبادرة زراعة 2 مليون نخلة.