بدأ مزارعو النخيل بالوادي الجديد خلال الفترة الحالية، في مرحلة تكييس أو تكميم أو زماط عراجين البلح بمزارع النخيل المنتشرة بمراكز المحافظة، وهي المرحلة الأخيرة قبل عملية جني المحصول التي تجري في شهر سبتمبر، وتستمر حتى شهر أكتوبر. وتعد عملية التكييس أو التزميط من المراحل المهمة للحفاظ على ثمار البلح أثناء عملية النضج. ويتم وضع عراجين البلح فى شكاير بلاستيكية ذات ثقوب مخصصة لعملية التكييس لضمان الحفاظ على الثمار حتى مرحلة الجني. ويعد التكييس بالشكائر البلاستيكية من العمليات الحديثة، حيث كان في الماضي يتم زماط عراجين البلح من خلال حشائش الحلف المبلل بالمياه وسعف النخيل. وأكد الدكتور يوسف دياب، باحث أول بالمعمل المركزي لأبحاث وتطوير نخيل البلح في الوادي الجديد، أن الفترة الحالية تشهد بدء مرحلة التكييس أو التكميم أو زماط عراجين البلح بالمسمى الواحاتي، وهي من أهم المراحل التي تجرى على رأس النخلة لضمان جودة وتحسين وسلامة التمور والحفاظ على ثمار البلح. ويتم تنفيذ هذه العملية في بداية مرحلة تلوين الثمار باستخدام أكياس البولي إيثيلين المثقبة. وأضاف دياب، في تصريحات خاصة ل"الشروق"، أن مرحلة التكييس لها أهمية في الحفاظ على ثمار البلح من الآفات والإصابات الحشرية والأتربة ما يزيد من قيمتها التسويقية، وكذلك حماية الثمار من التساقط وبالتالي تقليل الفاقد بجانب تسهيل عملية جني وجمع الثمار وتقليل تكاليف الجمع، بالإضافة إلى التحكم في موعد الجني المناسب لسعر المنتج في السوق. وأشار إلى أن الفترة الحالية يفضل إضافة أسمدة بوتاسيوم للنخيل لضمان تغذية النخيل، والمساهمة في عملية النضج والحفاظ على حجم الثمرة المناسب. ويفضل أيضا بدء عملية التكييس في المناطق التي تنتشر بها دودة ثمار الرومان، والاهتمام بمكافحة أكاروس الغبيرة الذي يصيب بعض أشجار النخيل، ويتم مقاومته في الفترة الحالية قبل بدء مرحلة نضج البلح. جدير بالذكر أن شكائر التكييس أو الزماط متوفرة في مصانع البلح بالمحافظة سواء التابعة للقطاع الحكومي أو القطاع الخاص، ويحصل عليها أصحاب مزارع النخيل لتكييس عراجين البلح وتستخدم الشكائر لعدة أعوام ولها مواصفات وتصنع خصيصا لعراجين البلح، في ظل أن المحافظة الأولى على مستوى الجمهورية في إنتاج التمور، حيث تضم نحو 2 مليون نخلة على مساحة 21 ألف فدان، وتنتج سنويًا نحو 60 ألف طن من البلح الصعيدي النصف جاف بجانب أصناف أخرى. وتشهد الفترة الحالية توسعات مختلفة في زراعة النخيل لتصل المحافظة إلى 4 ملايين نخلة بأصناف مختلفة.