كشفت صحيفة بريطانية أن لندن ستنظر في فسخ اتفاقية لتبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل إذا ثبت قيام عملاء للموساد بسرقة جوازات سفر مواطنين بريطانيين. فقد نقلت صحيفة ديلي تلغراف في عددها الصادر اليوم عن مصدر رفيع بوزارة الخارجية البريطانية قوله إنه إذا تبين أن الإسرائيليين ضالعون في عملية اغتيال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس الفلسطينية محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي, فإنهم بذلك يعرّضون اتفاقية تبادل المعلومات الاستخبارية الهامة السارية حاليا بين بريطانيا وإسرائيل إلى خطر بالغ. وقال المصدر - الذي لم تشأ الصحيفة الكشف عن هويته - إنه إذا اتضح أن إسرائيل ظلت تستخدم جوازات سفر بريطانية لاغتيال مناوئيها, فعلى الحكومة البريطانية عندئذ أن "تنظر بجدية في مستقبل أي تعاون". وأعاد المصدر إلى الأذهان ما سبق أن اتخذته بريطانيا من إجراءات مماثلة حين قطعت علاقاتها بجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد, مؤكدا أنها ستفعل الشيء نفسه إذا ثبت أن الإسرائيليين يتصرفون ضد المصالح البريطانية. السفير الإسرائيلي بلندن عقب اجتماعه بمسئولي الخارجية البريطانية باسبورت جيت وذكرت الصحيفة في تقرير آخر عن حادث الاغتيال, أن ثمة تكهنات بأن الحكومة البريطانية كانت على دراية قبل نهاية يناير –أي بعد عشرة أيام من مقتل المبحوح- باحتمال أن يكون للمشتبه فيهم علاقة ببريطانيا. وكشفت الصحيفة أن مصادر في إسرائيل أبلغتها أن بريطانيا تتظاهر بالغضب من إساءة استغلال جوازات السفر البريطانية من قبل فرقة الاغتيالات التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تابعة للموساد. وذكرت مصادر قريبة من الحكومة الإسرائيلية أن وزراءها واثقون من أن بريطانيا لن تفعل شيئا رغم تصريحاتها العنيفة. ولم يخف محرر الشؤون الخارجية دون كفلين في الصحيفة نفسها معلقا على استدعاء الخارجية البريطانية للسفير الإسرائيلي في لندن رون بروسور أمس، تعاطفه مع الدبلوماسي الإسرائيلي الذي وجد نفسه يلعب دور الساذج في فيلم صامت عند استدعائه ليشرح السبب في تورط إسرائيل المزعوم في فضيحة الجوازات أو ما أطلقت عليه الصحيفة باسبورت جيت. وشكك المقال في أن يقدم قتلة الموساد المدربين تدريبا عاليا لسفير في دولة أجنبية تفاصيل بالغة السرية عن طريقة عملهم. عملية الاغتيال هذه أضرت بدولة إسرائيل أكثر مما كان في مقدور المبحوح أن يفعله طوال حياته وفي سياق تغطية الصحف الأميركية لقضية اغتيال المبحوح أوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة تجري تحقيقا في حسابات بطاقات ائتمان صادرة في الولاياتالمتحدة يقول المسئولون إن خمسة من المشتبه فيهم الأحد عشر استخدموها. ونسبت الصحيفة إلى شخص مطّلع على الوضع القول إن البطاقات الائتمانية الخمس استُخدمت في شراء مواد تتعلق بالسفر -كتذاكر الطائرات - وترتبط بعملية الاغتيال. وبدورها أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إلى أن الحادث ألحق ضررا بعلاقات إسرائيل المتوترة أصلا مع دول الخليج التي تمارس واشنطن ضغطا عليها لحشدها في المواجهة مع إيران. ونقلت عن فيكتور أوستروفسكي – ضابط الموساد السابق ومؤلف كتاب على سبيل الخداع - قوله إن عملية الاغتيال هذه أضرت بدولة إسرائيل أكثر مما كان في مقدور المبحوح أن يفعله طوال حياته. أما صحيفة نيويورك تايمز فقد ركزت على اجتماع السفير الإسرائيلي بمسئولي الخارجية البريطانية في لندن. وقالت إن وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند أخبر السفير بروسور أن المملكة المتحدة تريد منح إسرائيل الفرصة كاملة لكي تتبادل معها ما تعرفه عن الحادث. وفسّرت الصحيفة الأميركية تلك التصريحات بالقول إن نبرتها تنم عن رغبة بريطانيا في تجنب أزمة دبلوماسية قد تصل إلى ذروتها مع إسرائيل. تقرير: ما هو جهاز الموساد.. وكيف يعمل؟