قال مصدر أمنى أمس إن وزارة الداخلية حشدت أكثر من 6 آلاف جندى لنشرهم بشوارع القاهرة المؤدية إلى المطار اليوم لمنع أنصار الدكتور محمد البرادعى من الذهاب لاستقباله بالمطار. وأوضح المصدر ل«الشروق» أن الأوامر صدرت بحشد أكبر عدد من الجنود فى يوم عودة البرادعى إلى القاهرة «تحسبا لما تردد عن ذهاب أنصاره لإعلان مبايعتهم له فى انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة فى 2011»، مضيفا أن الأوامر تشمل عدم ارتداء كل الجنود زى الشرطة، بل سيكون الجزء الأكبر منهم فى ملابس مدنية. وأضاف المصدر الأمنى، الذى طلب عدم نشر اسمه، أن الغرض من ارتداء الزى المدنى هو «إمكانية الاعتماد على رجال الشرطة فى تنظيم مظاهرات مضادة للبرادعى إذا ما لم تتم السيطرة المنشودة على أنصار البرادعى ونجحوا فى الوصول إلى المطار»، مشيرا إلى أن هناك «عددا كبيرا من أفراد الشرطة المدربين على قيادة المظاهرات المضادة والانخراط فى صفوف المتظاهرين لتشتيتهم وتفريقهم وأيضا الاشتباك معهم لإفساد مظاهراتهم واستثارتهم للاشتباك بحيث تكون هناك ذريعة لاعتقالهم». وأكد المصدر أن الأوامر الصادرة شددت على عدم المساس بالبرادعى نفسه نظرا لتقديره العلمى والدولى، وحتى لا يثير ذلك غضب الدول الغربية وخصوصا الولاياتالمتحدة. وستجرى قيادات أمنية اتصالات بالبرادعى فور وصوله إلى مطار القاهرة وتنصحه بعدم الوقوف وسط المتجمهرين من أنصاره والتوجه إلى مقصده فور خروجه من المطار حتى لا يعرض أنصاره لاعتقالات وحتى لا يتسبب فى إعاقة الحركة بشوارع المدينة المؤدية للمطار، و«فى الغالب سيستجيب البرادعى للنصيحة إذا كان يرغب فى الحفاظ على مؤيديه طلقاء يعملون على دعمه بدلا من وضعهم بالسجون ويخسر دعمهم» كما قال المصدر. وفى مطار القاهرة سيطرت حالة من الارتباك على مكتبى مراسم مجلس الوزراء ووزارة الخارجية بشأن استقبال البرادعى، وعبرت مصادر بالمطار عن حيرتها أمام هذا الموقف، ما بين السماح له بالدخول إلى قاعة كبار الزوار باعتباره شخصية مصرية لها مكانتها وحاصلة على قلادة النيل، أو تجاهل ذلك كونه «شخصية غير مرغوب فيها حكوميا». وأشارت مصادر إلى أنه فى الزيارات السابقة للبرادعى كانت مراسم مجلس الوزراء والخارجية تتوجه بخطاب إلى مسئولى شركة ميناء القاهرة الجوى بفتح قاعة كبار الزوار قبل الزيارة بعدة أيام. «غير أنه فى هذه المرة لم يصل الخطاب حتى عصر أمس». ورجح عاملون بالمطار بدائل أخرى منها خروج البرادعى من قاعة الخدمة المميزة مدفوعة الأجر وهى متاحة لجميع الركاب. «وإذا لم يحدث ذلك سيضطر البرادعى للخروج من الطريق العادى وإنهاء إجراءات وصوله بنفسه فى سابقة لم تحدث معه»، قال أحدهم. ومن جانبه قال الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى، إن ما يتردد عن إرسال وفد من الحزب لاستقبال البرادعى مجرد شائعات، والبرادعى مواطن يزور وطنه كل عام فأهلا به.