إمام: دار الشروق تضرب مثلا في احترام الناشر للكاتب المشهد الثقافي في مصر يشهد حيوية كبيرة وصف الكاتب والروائي طارق إمام، انضمامه لدار الشروق بأنه "يمثل مشروعا متكاملا، يتجاوز فكرة التجربة الجزئية التي تقوم على نشر كتاب"، معربا عن سعادته بفكرة المشروع، قائلا: "حين يكون هذا المشروع مع أكبر دار نشر مصرية، وينهض على تقديم أعمالي الأبرز وفق خطة شاملة ذات رؤية، فضلا عن وضع ملامح للتعاون المستقبلي، فالمسألة تتجاوز بكثير فكرة النشر التقليدي". وأضاف إمام، في تصريحات خاصة ل"الشروق": "أعتقد أن دار الشروق، وبما قدمته لي من تصور متكامل فكريا وفنيا وتسويقيا شمل جميع جوانب المشروع، تضرب مثلا في احترام الناشر للكاتب كسياق، ولا تتعامل معه بمنطق تجار التجزئة". وأوضح أن "الشروق" ستصدر له أربعة من أهم رواياته هي "هدوء القتلة"، "الأرملة تكتب الخطابات سرا"، "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس"، و"ضريح أبي"، موضحا أن "هذه الأعمال تمثل أكثر من نصف عدد رواياتي (نشرتُ 7 روايات) وهي كل الروايات التي أملك حقوقها، حيث ما تزال عقود بقية رواياتي سارية مع دور أخرى". وكشف إمام، عن أن التعاقد معه من جانب دار الشروق، تم في الشتاء الماضي، وبالتحديد في شهر ديسمبر، "أي قبل حتى وصول روايتي الأحدث (ماكيت القاهرة) للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية. وهذا يعني لي الكثير، فلم تسع دار الشروق خلف النجاح الذي حققته الرواية الأخيرة، بل كان المشروع أسبق من أي نجاح لحظي أو محطة ناجحة مهما كانت أهميتها. هذا أيضا له دلالة كبرى بالنسبة لي". وواصل: "في الحقيقة شعرت مع طرح دار الشروق باحترام شديد لتجربتي، وبقدرة على المغامرة. كان من الطبيعي أن تنشر الدار رواية قادمة لي، أو أن تعيد نشر أعمال سابقة لي بشكل تدريجي وعلى فترات، كتابا بكتاب، لكن الأستاذة أميرة أبو المجد فاجأتني بدعم نشر أربعة أعمال دفعة واحدة، وهي ثقة غالية في تجربتي، أتمنى أن أكون على قدرها". وتابع: "الناشر محفز أساسي بكل تأكيد، بدءا من توجهه الفكري ونظرته لحرية الإبداع، مرورا بعمليات التسويق والتوزيع. دار الشروق كيان متكامل، ولا أعتقد أنني بحاجة لأقول هذا الكلام، لأنها حقيقة يعرفها كل قارئ وكاتب، وأنا أحد قراء الشروق منذ نعومة أظافري وقبل أن أكتب حرفا في حياتي". واستطرد إمام: "الناشر أيضا (سياق)، فحين تنشر في مكان ما تفعل بالضبط مثلما تقرر السكن في مكان ما: تسأل عن جيرانك. أن أكون جارا لنجيب محفوظ ومحمد حسنين هيكل وصلاح عبد الصبور وأحمد زويل ومحمد المنسي قنديل.. أعتقد أنها جيرة يتمناها أي كاتب!"، مشيرا إلى أن روايته الجديدة ستكون تجربة مختلفة في سياق مشروعه الروائي. وعن رأيه في المشهد الثقافي حاليا، أجاب بأنه يشهد حيوية كبيرة، لكنه لا يخلو من قدر من الاستقطاب وعلو فارغ لبعض الأصوات التي لا تستطيع الزعيق بالفن فتلجأ للجهر بالعداء ضد أي نجاح يتجاوز الحدود "المسموح بها"، مدعومة بفضاء التواصل الاجتماعي الأشبه ب"سوق" كبيرة يتجاور فيها الذهب والخردة. وقد عشتُ ذلك بنفسي بعد النجاح الكبير ل"ماكيت القاهرة"، حيث واجهت حملات تشويه من قلة يمثلها أشخاص محتقنون محدودو الموهبة أو منابر صحفية محدودة التأثير، فبقدر ما خلقت لي الكتابة آلاف الأنصار من القراء البريئين، بقدر ما أيقظت غل البعض من غير المتحققين. لكن عزائي أن الجانب الممتلئ من الكوب أكبر وأشد تأثيرا حتى أنه يكفي لصناعة طوفان من محبة الفن. واختتم حديثه: "القراءة هي مصنع الكتابة، أقول دائما إن القراءة كتابة مضمرة، فهي المحرض والمحفز والملهِم، والأدب لا يصنعه الواقع أو الخيال فقط، بل تصنعه الخبرة المعرفية أيضا".