قتل عشرة أشخاص على الأقل يوم الخميس، في تفجير انتحاري هو الثالث منذ أكتوبر الماضي، والذي يستهدف مقر محافظة الأنبار التي كانت أبرز معاقل تنظيم القاعدة، قبل أن تتمكن القوى المحلية العشائرية من طردهم بشكل كلي العام 2007. وأوضح مصدر طبي أن "مستشفى الرمادي العام تسلم جثث عشرة أشخاص بينهم أربعة من الشرطة وطفلة، و15 جريحا اثر التفجير قرب المحافظة". وقال مصدر أمني إن "انتحاريا يستقل سيارة مفخخة فجر نفسه عند حاجز تفتيش أمني يبعد 150 مترا عن مبنى محافظة الأنبار". مضيفاً أنه ثالث تفجير يستهدف مبنى المحافظة منذ أكتوبر. ففي 30 ديسمبر قتل 23 شخصا في عمليتين انتحاريتين بسيارة مفخخة، استهدفتا المحافظة وقيادة الشرطة، وأسفرتا كذلك عن إصابة المحافظ قاسم محمد عبد بجروح. وفي 11 أكتوبر قضى 19 شخصا عندما انفجرت سيارتان مفخختان قرب مبنى المحافظة، قبل أن يفجر انتحاري نفسه بعد ذلك أمام مستشفى الرمادي العام. وتستهدف الهجمات بمجملها الأجهزة الإدارية والأمنية في الرمادي ومحيطها منذ الصيف الماضي. من جانبه، قال عضو مجلس المحافظة مأمون سامي رشيد، إنه أمر "متوقع أن نستهدف في مثل هذا الوقت رغم الإجراءات الأمنية المشددة".، مضيفاً "كنا نتوقع مثل هذا التصعيد قبل الانتخابات من قبل الجماعات المسلحة". ودمر الانفجار حوالي ستة محال تجارية بينها مطعم شعبي، بالإضافة إلى تدمير عدد من السيارات المدنية. وقال محمد الدليمي (32 عاما) وهو صاحب مطعم قرب الانفجار "كنت في داخل مطعمي، وكان لدي العديد من الزبائن، وفجأة وقع الانفجار فحطم كل الزجاج وأحدث أضرارا كبيرة في المطعم"، وتابع "رأيت أحد أعمالي ممدداً على الأرض، وقد فارق الحياة، فيما هرعت مع زبائني خارج المطعم، وشاهدت الجثث والجرحى ممددين على الأرض، ولم يجرؤ أحد على إسعافهم والاقتراب منهم خوفا من تفجير ثان كما حدث بالسابق". وأكد موقع "سايت" الالكتروني الأمريكي المتخصص في رصد المواقع الإسلامية المتطرفة مطلع يناير أن "دولة العراق الإسلامية واجهة القاعدة أعلنت مسؤوليتها عبر مواقع جهادية عن تفجيرين انتحاريين استهدفا مقر المحافظة في الرمادي (110 كلم غرب بغداد)". وبدأت موجة العنف بالانحسار في الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، منذ منتصف سبتمبر 2006 عندما نجح تحالف ضم عشائر العرب السنة في طرد عناصر تنظيم القاعدة والمجموعات المتطرفة التي تدور في فلكه. واستطاع هذا التحالف أن يفرض الأمن والاستقرار بشكل شبه كلي، بدءا من منتصف العام 2007 في جميع أرجاء المحافظة. وشكلت العشائر "مجلس صحوة الأنبار" بقيادة الشيخ عبد الستار الذي أعلنت القاعدة مسؤوليتها عن قتله بانفجار بعد أسبوع من استقباله الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في مزرعته في الرمادي في سبتمبر 2007.