مع أول ظهور له على الشاشة، خطف الطفل كريم لؤي القلوب، فبقدر تفاعل رواد السوشيال ميديا مع مسلسل وش وضهر الذي عرض مؤخرًا على إحدى المنصات العربية، تفاعلوا أيضًا مع هذا الممثل الذي جسد ببراعة دور محمود شقيق ضحى التي جسدتها الفنانة ريهام عبد الغفور. رحلة كريم الذي يحمل الجنسية السورية بمصر بدأت وهو في عمر ال3 سنوات، بعدما هاجرت عائلته من سوريا لتستقر هنا منذ عام 2012 وإلى الآن، الأمر الذي جعله يتقن اللهجة المصرية، فلم تكن عائقًا أمامه خلال تأديته لمشاهده بمسلسل وش ضهر. يقول كريم الطالب بالصف الثاني الإعدادي للشروق: "أحببت الفن منذ صغري، فكنت أقلد مشاهد من أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية أمام عائلتي وأصدقائي، ثم اشتركت بمسرح المدرسة". لم يكن طريق كريم الذي يعاني من عدم وجود أطرافه الأربعة للوصول إلى مسرح المدرسة سهلًا، بل كان على وشك أن يحرم من التعليم قائلًا: "واجهت تحدي كبير وصعوبة كانت ممكن تخليني جاهل طول عمري، لم تقبلني أي مدرسة كطالب بها، فأي شخص يراني كان يسأل، إزاي الولد ده هيدرس هنا؟ وبعد فترة طويلة من البحث والرفض، قبلتني مدرسة وحيدة بشرم الشيخ وهي المدرسة البريطانية". اضطرت عائلة كريم للانتقال إلى القاهرة بعد فترة من الوقت، فطارده شبح الأمية مرة أخرى، وبدأت من جديد رحلة البحث عن مدرسة توافق على التحاقه بها، موضحًا أنه يرفض كلمة إعاقة التي يمكن أن يطلقها عليه البعض، لأن الإعاقة هي إعاقة العقول، وهو عقله كاملًا لا ينقصه شيء، مشيرًا إلى أن الله أعطاه نعمًا وعقلًا ليس لدى كثيرين ممن لديهم أطراف كاملة. انتهت رحلة بحث كريم وعائلته بالعثور على مدرسة تطبق نظام الدمج، بالرغم من أن كريم لا يعاني من أي مرض يجعله يندرج تحت فئة طلاب الدمج، وعن هذه الرحلة المضنية يقول كريم للشروق: "مندهش منذ وعيي لفكرة مدارس الدمج بسبب عدم وجود هذا النظام في جميع المدارس لتقبل الاختلاف الموجود لدينا جميعًا بنسبة ما، وبشكل ما، فليس الاختلاف بين الناس في الشكل فقط، بل يمكن أن يكون هناك أشخاص مختلفين في نواحي أخرى، ويجب أن نتقبلهم كما هم". كلل الله مساعي كريم بالتوفيق بعدما نجح في التمثيل بفريق مسرح المدرسة وحصل على دور حنتيرة في مسرحية الليلة الكبيرة التي شاهدتها المخرجة مريم أبو عوف، وبعدها سألت كريم إن كان يستطيع تمثيل مشهد آخر خارج مشاهد المسرحية، فوافق كريم على الفور، ومثل أمامها مشهدًا من المشاهد التي تعرض على تطبيق تيك توك، فأعجبت به واختارته للعمل في مسلسل وش وضهر، الذي يمثل نقطة الانطلاق لحلم كريم في التمثيل. بالرغم من أنه يشعر بأنه انتظر طويلًا للحصول على فرصته في مجال التمثيل، إلا أن كريم شعر بالخوف من الكاميرا في بداية تصوير مسلسل وش وضهر، مشيرًا إلى أن تحقيق الأحلام وتحولها إلى واقع فجأة يكون مخيفًا في بعض الأوقات. أوضح كريم أن فريق العمل ساعده لكي يقوم بآداء دوره على أكمل وجه، مؤكدًا على لطف كل من شاركه في أي مشهد بالمسلسل، بالإضافة إلى مساعدة المخرجة مريم أبو عوف والمساعدين له، حتى تمكن من إتقان دوره تمامًا. من أكثر الذكريات التي لا يستطيع أن ينساها كريم، هو مشهد تصوير حنة إسراء، حيث أثنى الجميع على آداءه في هذا المشهد وصفقوا له، قائلًا: "كلهم قالولي هايل يا كريم وصفقوا لي، استحالة أن أنسى هذا التشجيع الكبير". بعد نجاحه بالمسلسل، يتمنى كريم أن يكمل مسيرته في مجال التمثيل، وأن يحصل على أدوار مختلفة، تظهر جوانب أخرى من شخصيته دون التركيز على جانب التحديات فقط، موضحًا أنه يتمنى العمل في الأعمال الفنية الكوميدية، لأنه يحب هذا النوع من الفن خاصة الكوميديا الهادفة. يحلم كريم بالعمل في المستقبل مع الفنانين محمد هنيدي وياسمين عبد العزيز، ويتمنى ألا ينتهي حلمه بأن يصبح ممثلًا محترفًا مبكرًا تحت أي ظرف من الظروف خاصًة بعدما عاشه بالفعل ولمس النجاح بيديه. لا يرى كريم نفسه نموذجًا لذوى الهمم ورمزًا لهم لأنه لقبًا كبيرًا عليه بحسب قوله، ولكنه يسعى لبث الأمل في نفوس كل شخص واجه نفس تحدياته قائلًا: "اسع وراء حلمك، ومتبصش للكلام السلبي والنظرات المؤذية، وكن انت صانع الأمل لنفسك لكي تصل لأهدافك".