شهدت الأيام الماضية عدة احداث طبية، اشاعت جوا من التفاؤل تجاة أزمة علاج السرطان، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة معدلات الوفاة على مستوى العالم. فقد زادت أعداد الوفيات نتيجة الإصابة بهذا المرض من 7,6 ملايين في 2008 إلى 8,2 ملايين في 2012. ومن المتوقع أن تصل إلى 11,5 مليونًا بحلول عام 2025. وفي نفس الوقت، ظهرت حالات إصابة جديدة على مستوى العالم، حيث وصلت إلى 14,1 مليونًا في 2012 بعدما كانت 12,7 مليونًا في 2008. ومن المتوقع أن تصل إلى 19,3 مليونًا بحلول عام 2025. ولعل الإعلان عن اكتشاف الباحثين لعقار أثبت فعاليته في علاج سرطان القولون والمستقيم، وما صاحبه من ضجة عالمية، يؤكد الاهتمام العالمي بالتوصل إلى حل ناجع في مواجهة هذه المشكلة الطبية التي تؤرق العالم كله. وقد توصلت دراسة استمرت لعام واحد إلى أن عقار "دوستارليماب" الذي يستخدم في علاج سرطان بطانة الرحم عند النساء، قد ساعد في شفاء 18 مصابا بسرطان القولون والمستقيم، شاركوا في هذه التجربة الإكلينيكية. ووصف عضو المجلس الاستشاري الأميركي الوطني للسرطان، والمؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور لويس دياز، التجربة بأنها "تعد خطوة مهمة في معركة مواجهة السرطان". وبالتزامن مع ذلك، شهدت القاهرة إنطلاق المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي الأول Africa Health Ex Con 2022 للرعاية الصحية والصيدلة. وإنطلاقًا من مبدأ المسئولية الإجتماعية الذي تلتزم به شركة "روساتوم" الروسية الحكومية، والتي تتولى إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية في محافظة مرسى مطروح، قدمت "روساتوم" مجموعة من منتجاتها في مجال الطب النووي. وتعد "روساتوم" حاليًا ضمن قائمة أكبر خمسة مورّدين لمنتجات النظائر المشعة المستخدمة في تشخيص وعلاج السرطان وأمراض القلب وأمراض الجهاز العصبي وغيرها، حيث ينتج أحد فروع الشركة - "روساتوم للرعاية الصحية" معدات طبية للعلاج الإشعاعي بما فيها أجهزة المعالجة الإشعاعية الداخلية، كما أنه يقدم حلولا تضم أجهزة سيكلوترون (المسرع الدوراني) وينفذ مشاريع لإنشاء مراكز طب نووي في عدة مناطق روسية ويطور شبكة من المراكز متعددة الوظائف لمعالجة وتعقيم المنتجات الطبية وغير الطبية. وجذب "المسرع الدوراني" انظار المشاركين في المعرض والمؤتمر الإفريقي باعتباره العنصر الأهم بين منتجات الشركة الروسية المقدمة في المعرض علما أن خبرة القطاع النووي الروسي في تصنيع السيكلوترون تمتد إلى أكثر من 60 عامًا،حيث تمكنت روسيا من تصدير أكثر من 20 جهاز سيكلوترون إلى 12 دولة. ويُستعمل السيكلوترون في مراكز الفصح باستخدام النظائر المشعة وكذلك في المؤسسات الطبية البحثية العلمية، الأمر الذي يزيد بشكل كبير من فرص علاج المريض بفضل الكشف المبكر عن الحالة، حيث تصل نسبة الشفاء بين هؤلاء المصابين إلى 95%. وفي ذات السياق شهدت القاهرة، توقيع مذكرة تفاهم بين شركتي "روساتوم للرعاية الصحية" الروسية و"فاركو" الدوائية المصرية، في مجال تطبيق التقنيات الإشعاعية في قطاع الطب ومختلف الصناعات،على هامش المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي الأول وقال إيغور أوبروبوف المدير العام لشركة "روساتوم للرعاية الصحية" إن "قطاع صناعة المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية حاليا واحدا من أسرع مجالات الطب نموا، بسبب تنامي الطلب على الأدوية المشعة من قبل الأطباء والمرضى لأنها ضرورية لتنفيذ الإجراءات التشخيصية والعلاجية لدى قرابة 50% من مرضى السرطان، خاصة في ظل الكشف عن نحو 20 مليون حالة جديدة سنويًا في جميع أنحاء العالم". وأضاف "بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم الأدوية المشعة في علاج عدد من الأمراض الأخرى غير السرطاينة كأمراض القلب والروماتيزم وأمراض جهاز الغدد الصماء". ووصف الدكتور شيرين حلمي الرئيس التنفيذي لشركة فاركو للأدوية، مجال الصيدلة الإشعاعية بأنه مجال جديد لمصر. وأعرب حلمي عن تطلعه ل "بدء العمل المشترك في بحث وتطوير خيارات جديدة لعلاج المصابين بالسرطان". وتعد شركة "روساتوم للرعاية الصحية" أحد فروع مجموعة "روساتوم" الروسية الحكومية للطاقة النووية وتجمع خبرات "روساتوم" في مجال الرعاية الصحية. وضمت شركة "روساتوم للرعاية الصحية" منذ تأسيسها شركات ومعاهد علمية مختصة تابعة ل "روساتوم" بغرض التطوير الشامل للتقنيات الطبية في روسيا وخارجها.