ربما لأول مرة استقبل ثلاثة وزراء وبعض قيادات الحزب الوطنى أمس الأول د.أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء، وعقدوا معه اجتماعا وديا مطولا طبقا لمصادر «الشروق» قبل أن يلقى محاضرته على المسرح الكبير بدار الأوبرا ليلة أمس الأول، بل وشاركوا الحضور لمدة ساعتين فى الاستماع إلى رؤيته عن التعليم المصرى بين الحاضر والمستقبل. «الشروق» رصدت تهامس الجمهور الذى زاد على ثلاث آلاف مشارك داخل القاعة حينما فوجئوا برؤية هانى هلال وزير التعليم العالى وفايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى ومشيرة خطاب وزيرة الأسرة وحسام بدراوى رئيسة لجنة التعليم بالحزب الوطنى يدلفون إلى القاعة ويجلسون فى الصفوف الأمامية، مع أفراد الأمن الخاص بهم، فردد البعض «ربما يمثل الحضور الرسمى من جانب الحكومة نوعا من التعويض له أو الاعتذار عن إلغاء محاضرته فى دمنهور الأسبوع الماضى». زويل فى محاضرته التى أدراها الكاتب الصحفى أسامة هيكل كان يشير من وقت إلى آخر إلى حديثه مع «هلال» أو مع «خطاب» قبيل اللقاء فى بعض الأمور وكان يظهر تفاهما نسبيا بينه وبين الحكومة مما يؤكد أن الحكومة «طيبت خاطر زويل» حسب وصف بعض المشاركين فى اللقاء. ولم يشأ زويل كذلك أن ينتقد أى رمز حكومى أو سياسة وزير بعينها ردا على الأسئلة الكثيرة التى انهالت عليه من جانب أساتذة جامعة وباحثين وطلاب ينتقدون الوضع الحالى ويطالبونه بالإدلاء برأيه واكتفى بالرد «ليس لدى أرقام أو معلومات رسمية حول هذه الأمور لابد أن تمدنى وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بالمعلومات أولا». رغم هذا بدا زويل فى محاضرته بارعا فى تشخيصه وانتقاده لأوضاع التعليم والحياة العلمية والثقافية فى مصر بالأرقام والإحصائيات، بل وعمد إلى وضع إستراتيجية للتعليم الأساسى والجامعى وللبحث العلمى، حيث طالب بإلغاء نظام القبول فى الجامعات المبنى على سياسة الأعداد وقال «لا يمكن أن تكون الطاقة الاستيعابية لكلية ما 500 ونطالبها باستيعاب 1200 طالب. كما حذر زويل من المبالغة فى النتائج النهائية لامتحانات مرحلة الثانوية التى تتعدى فى بعض الأحيان المائة درجة مشيرا إلى أن الدرجة النهائية من 100 والطالب يحصل على 110 درجات ثم تساءل: كيف يتم هذا ؟. وأبدى زويل اندهاشه من زيادة التعليم الأجنبى الذى لا يدرس الثقافة المصرية أو اللغة العربية وقال إنها تخلق مشكلة الجزر المنعزلة داخل الوطن الواحد مما يشكل تهديدا للثقافة ولمشروع النهضة، وأعرب عن استيائه من مسألة زيادة الاتجاه نحو تحقيق الربحية من التعليم، مؤكدا أن الجامعات فى الولاياتالمتحدة لا تستفيد إطلاقا من إنشاء جامعة وإنما ترجع الأرباح إلى العملية التعليمية لتحسينها وتطويرها بعكس ما يحدث فى مصر.