قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن المحور الأول من كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في قمة جدة للأمن والتنمية، عوض غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لافتًا إلى أن تسجيل القضية الفلسطينية في القمة موقف رائع للسياسة الخارجية المصرية. وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «90 دقيقة»، المذاع عبر فضائية «المحور»، مساء السبت، أن كلمة الرئيس السيسي تناولت الملف الليبي واليمني والسوري وأمن الخليج، والتحديات والمخاطر التي تواجه الإقليم، والإرهاب والتطرف، قائلًا إنها حملت رسائل مباشرة للإدارة الأمريكية، وعليها التعامل معها بمنتهى الجدية. ولفت إلى أن «الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية، التي أقرت بأنها أخطأت في طريقة التعامل مع المنطقة»، موضحًا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكد في كلمته اليوم أن رؤية واشنطن ستنتقل من أقول إلى أفعال. وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن «العلاقات الأمريكية العربية ستشهد مقاربات جديدة، بعد عودة بايدن إلى واشنطن»، متابعًا أن زيارة «بايدن» للسعودية غير مرتبطة بأمن الطاقة فقط، وإنما تستهدف إقامة شراكة عربية أمريكية. وأوضح أن هناك «مخاوف أمريكية من محاولة الدول العربية بناء علاقات جديدة مع الصين وروسيا وإيران واتجاهها لبناء خيارات أخرى»، مشددًا على أن «إدارة واشنطن مطالبة الآن باستمرار تصويب مسار العلاقات العربية الأمريكية». وذكر أن الموقف العربي الموحد تشكلت رؤيته في القاهرة من خلال لقاءات الرئيس السيسي مع رئيس المجلس الرئاسي اليمني، والقمة الثلاثية مع عاهلي البحرين والأردن، وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، ووزير خارجية الإمارات. وأكد أن «الدبلوماسية الرئاسية لعبت دورًا في بلورة موقف عربي جيد»، مضيفًا: «المقاربات الجديدة مع واشنطن تتعلق بمصالح الدول العربية المختلفة، وعند تحليل مضمون كلمات القادة العرب، فهي أكدت على ضرورة بناء المقاربة على أسس واقعية، وإقامة علاقات نفعية تراعي المصالح المباشرة بالنسبة للطرفين». وعقد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية العراق، والولاياتالمتحدةالأمريكية، قمة مشتركة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، في 16 يوليو 2022، وذلك بهدف تأكيد شراكتهم التاريخية، وتعميق تعاونهم المشترك في جميع المجالات. ورحب القادة بتأكيد الرئيس بايدن على الأهمية التي توليها الولاياتالمتحدة لشراكاتها الاستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط، والتزام الولاياتالمتحدة الدائم بأمن شركاء الولاياتالمتحدة والدفاع عن أراضيهم، وإدراكها للدور المركزي للمنطقة في ربط المحيطين الهندي والهادئ بأوروبا وأفريقيا والأمريكيتين. وأكد القادة رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية.