وضعت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، متابعيها من جميع أنحاء العالم، في حالة من الترقب حول ما ستكشف عنه من جديد في الأيام والساعات المقبلة، وذلك بعد أن حققت إنجازا علميا جديدا، بالتقاطها صور للفضاء والمجرات تقرّب العلماء أكثر من فهم الكون ونشأته.. هذه الصور التقطها التليسكوب المتقدم جِدًّا المعروف باسم "جيمس ويب"، والذي أطلق قبل عدة أشهر. وقالت مجلة "ذا أتلتيتك" الأمريكية، إن الأمر الأكثر أهمية من كون الصورة الجميلة، هو أنها صورة تعطي نظرة جديدة تماما للكون، وكان أكثر ما آثار دهشة علماء الفلك في الصورة أنها لم تكن أقصى ما لدى التليسكوب، وكانت بحالة جيدة، مما جعلهم يدركون أن هناك شيئا استثنائيا في قدرات التليسكوب، وبالتالي قدرات البشر. يقول الدكتور محمد صالح النوواي، أستاذ الفلك وفيزياء الفضاء بكلية العلوم جامعة القاهرة، ل"الشروق"، إن تلك الصور تمثل نقلة نوعية في الأوساط الفلكية، حيث إن التليسكوب له إمكانات فائقة، ونتاج تعاون مشترك بين 3 وكالات للفضاء (الأمريكية والكندية والأوروبية)، واستخدمت به تقنيات به الأشعة تحت الحمراء، ما أثّر بشكل كبير على جودة الصور الملتقطة، ليس فقط بالمقارنة بالصور القديمة؛ لكن تتخطى بكثير الصور التي التقطت لتلك المنطقة قبل نحو عامين فقط. ويضيف النواوي، أن من الفوارق المهمة بين "جيمس ويب" والتليسكوبات السابقة، بأن مثلا تليسكوب "هابل" كان يعمل فقط في الضوء المرئي، بينما ويب يستطيع أن يعمل بالأشعة تحت الحمراء؛ ما يمكنه من رصد النجوم الوليدة وتطور المجرات. ويؤكد أن أي ادعاء بأن تلك الصور غير حقيقة وأنها مجرد دعاية إعلامية للدول المشاركة بالمشروع، هو بعيد عن المنطق العلمي، فعلماء الفلك بجميع دول العالم، لديهم من الأدوات التي تؤكد ذلك الإنجاز العلمي الكبير. وتوقع النواوي، بأن تشهد الفترات المقبلة الكثير من تلك الإنجازات بمجال الفلك، مع التنافس القوي في المشروعات الفضائية بدخول دول في ذلك الميدان العلمي ببرامج قوية وبشكل موسع مثل الصين والهند واليابان، ما سينعكس بالتأكيد على زيادة عدد الاكتشافات، لكن تكون هناك اعتبارات لعامل الوقت أحيانا في بعض من التقنيات. ويرى النواوي أن مصر بها عقول شابة وواعدة بنجاحات في مجال الفلك، وأن التوحد العربي في مشروعات الفلكية، سينتج عنه إنجازات فعلية وملموسة، فالعامل البشري موجود ويحتاج فقط إلى بيئة خصبة تساعد على النجاح.