فازت مصر بكأس الأمم الأفريقية عن جدارة واستحقاق. موضوعنا ليس الفوز ولا كيف تحقق، المحللون الرياضيون أولى وأقدر، إنما هو فى أجواء البطولة، ما قبلها وأثناءها وما بعدها، قبل البطولة لم يكن الحلم قد بدأ، استمرت ريما على أقدم عاداتها، تهجم على حسن شحاتة وعلى استمراره، لم يتعد التفاؤل تخطى الدور قبل النهائى. مع توالى الانتصارات استيقظ الأمل حتى كانت مباراة الجزائر التى فجرت الأفراح وردت الاعتبار، عاش الجميع حلم البطولة واندمجوا فى الاحتفالات قبل أوانها. حسن شحاتة أصبح البطل، من هاجموه غير جلدهم. انتهت البطولة، وماتزال الزينات مرفوعة، الفرح حلو، اختزلت مصر فى كرة القدم. الأزمات الحقيقية تتمثل فى أنابيب البوتاجاز التى شحت، وهجوم غدر برجال شرطة عزل فى سيناء، لا مفر من الصحيان، انتهى الحلم. كرة القدم ترفيه مشروع ينمى الحس الوطنى، لكن الدول لا ترتقى به، لن يؤدى إلى عضوية مجلس الأمن بعد تطويره، لن يطعم الجوعى، لن يحل مشكلة البطالة والسكن، لن يخلص من مشاكل التعليم والبحث العلمى، لن يقضى على التوترات الطائفية ولو سكنها برهة، ولى زمن استغفال الشعوب. مصر تعانى، الثقة بين الحكام والمحكومين ضاعت، ومعها العدالة والاستقرار الاجتماعى، العلماء لا يكرمون، يتمنون لو لعبوا الكرة، ما ضاع مستقبلهم، مستقبل مصر.. حسام محمود أحمد فهمى من مدونة ع البحرى Albahary.blogspot.com