حذرت قيادات من كتل سياسية عراقية ومنها تيار عمار الحكيم من أن اندلاع شرارة حرب أهلية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الواقع، وذلك فى ضوء اتهامات وجهت للحكومة العراقية الحالية بإطلاق عناصر من المعتلقين فى السجون العراقية، وتحديدا عناصر من عصائب الحق لضرب الكيانات العراقية المناوئة لتيار الحكومة. واتهم النائب عن حزب الفضيلة صباح الساعدى لائتلاف المالكى ب«إخراج عناصر عصائب الحق من السجون بعد التوسط لدى الجانب الأمريكى لغرض القيام بضرب كيانات سياسية أخرى»، على حد قوله. كما طالب النائب عن جبهة التوافق رشيد العزاوى المدعى العام العراقى بتحريك دعوى عامة ضد جماعة عصائب الحق التى وصفها بأنها عصابة خطيرة قتلت العديد من المواطنين العراقيين خلال عامى 2006 و2007. ودعا العزاوى الحكومة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لاعتقال عناصر هذه الجماعة «الإرهابية» وتقديمهم للمحاكمة. وأرجع فارس الجبورى السياسى والأكاديمى العراقى ل«الشروق» تلك التطورات إلى سيناريوهين الأول، أن العراق حينما كان يتجه إلى الهدوء قبيل موسم الانتخابات، بدأت شرارة تلك الحرب الأهلية تتقد هنا وهناك حينما بدأت تبرز على الساحة تيارات وطنية تناؤى تيار الحكومة، فاخترعت مشروع هيئة العدالة والمساءلة بدعوى اجتثاث البعث، لكن اللافت فى هذا الموقف أن أحمد الجلبى مرشح على قائمة الحكومة وهو رئيس الهيئة الموجودة على الورق فقط، وكذلك على الامى مرشح على نفس القائمة، فكيف يكونوا هم الخصم والحكم فى نفس الوقت؟. والسيناريو الآخر الذى رحجه اللواء ركن عباس سامى القائد السابق فى الجيش العراقى ل«الشروق» بأن هناك تيارين أحدهما فى العراق والآخر فى الإدارة الأمريكية يعمل جاهدا فى الوقت الحالى لتعويق سحب القوات الأمريكية من العراق، فضلا عن التيار الإيرانى فى العملية السياسية، الذى يعلب دورا إما للإبقاء على السلطة الحالية بتغيرات طفيفة أو إلغاء الانتخابات كلية. وقال الجبورى فى «الأصل أن العراق خاضع للاحتلال أن من يمارس السلطة الفعلية هو الاحتلال وبالتالى فمن صلاحيات الاحتلال تعيين إدارات محلية لإدارة النظام فى العراق، كما فعل فى حكومة علاوى السابقة، أو أن تتشكل بانتخابات لكن لا تسمى حكومة على الصعيد الداخلى وإنما فقط لحفظ النظام. ومن جانبه قال إبراهيم نور المسئول السابق فى بعثة الأممالمتحدة فى العراق إن الأممالمتحدة «يونامى» تتدخل عن القوى المتعددة الجنسيات لحسم الموقف الأمنى فى الشارع العراقى، لكن لم تعد هناك قوى عراقية راغبة فى التعاون مع هذا المسئولية، وبدأت تنتهج نهج العصابات فى العملية السياسية، ومن المتوقع مزيد من الانقلات الأمنى والحرب الأهلية، كما أن الأممالمتحدة قدمت بالفعل نصائح للحكومة العراقية بشأن الانتخابات واستمرار التواصل فى العملية السياسية إلا أن فريق السلطة الحالى انحرف عن تلك النصائح وبدأت تظهر خلافات بالنسبة للتعامل مع الأممالمتحدة من جهة وحتى القيادة العسكرية الأمركية بقيادة الجنرال ديفيد باتريوس من جهة أخرى ولهذا فالتصعيد أصبح أمرا واقعا ومعروف أن التيار السياسى المدعوم من إيران هو الذى يلعب هذا الدور، ومن ثم تنصح التقارير الأممية الآن بمزيد من الضغوط السياسية والعسكرية لأن هناك تهديدات حقيقة فى الشارع العراقى.