قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إلى القاهرة جاءت في توقيت بالغ الأهمية، موضحًا أنها تأتي في إطار استكمال مسار الانفتاح الذي تبنته الدولتين في أعقاب المصالحة الخليجية العربية ب«قمة العلا». وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحياة اليوم»، الذي تقدمه الإعلامية لبنى عسل عبر فضائية «الحياة»، مساء السبت، أنه تم وضع أسس وقواعد واضحة حاكمة للمسار الانفتاحي منذ «قمة العلا»، لافتًا إلى «صياغة التنسيق والتعاون بين البلدين، وإزالة كل الخلاف، وصياغة موقف استراتيجي عربي مشترك يجابه التحديات الإقليمية والدولية». ونوه إلى أن «اللحظة الدولية استثنائية، في ظل وجود حالة استقطاب حادة وأزمات عالمية ضاغطة على كل المناطق ومنها المنطقة العربية»، قائلًا إن «التحركات الدبلوماسية على مدار الأسابيع الماضية، وفي القلب منها اللقاءات الرئاسية المصرية مع عدد من زعماء وملوك المنطقة، دليل على جهد حقيقي تبذله المنطقة ودولها الرئيسية؛ لمجابهة التحديات بخطط استراتيجية واضحة». وذكر مدير المركز المصري للفكر أن البيان الرئاسي الصادر بعد زيارة أمير قطر، يضم مؤشرات إيجابية عديدة حول العمل المشترك المصري والعربي والقطري، موضحًا أن الفترة السابقة له شهدت طفرة في الشراكة المصرية السعودية، والثلاثية مع الأردن والإمارات. ولفت إلى أن «هذا النوع المتطور من الشراكات وتبادل الميزات النسبية والنوعية التي تمتلكها كل دولة، موجهة لرفاهية الشعوب وتخفيف الأعباء عنهم، ومرور المرحلة الاستثنائية التي يمر لها العالم». وتابع: «الإشارات والنقاط في البيان بالغة الأهمية والدلالة على أن الدول العربية استطاعت التصحيح من مواقفها وتتجاوب مع التحديات الموجودة، هناك فترات استثنائية كان بها سحب وغيوم، وأصبح الآن هناك رغبة وإرادة سياسية حقيقية لتجاوز تلك الفترة، والعمل على الأرض يؤكد ذلك». وأشار إلى ارتفاع الاستثمارات القطرية بداية العام الجاري إلى 122 مليون دولار، مقابل 116 العام الماضي عن نفس الفترة، فضلًا عن دخول شركات قطرية مع مصر في مجال الطاقة والاستثمار العقاري والبنكي والمصرفي، مؤكدًا أن «الدولة القطرية ترى أهمية تجاوز المراحل السابقة، والدخول مع مصر في شراكات ممتدة تحقق مصالح الجانبين». واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت في قصر الاتحادية، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد. وأُجريت مراسم استقبال رسمية، تضمنت عزف الموسيقى العسكرية للسلام الوطني لدولة قطر والسلام الوطني لجهورية مصر العربية. وتعد زيارة أمير قطر لمصر الأولى منذ 7 سنوات عقب زيارته الأخيرة لمصر في مارس عام 2015 للمشاركة في القمة العربية التي عقدت بشرم الشيخ.