من شاهد حفل توزيع جوائز الجرامى الأسبوع الماضى أدرك أن الجوائز ذهبت لمن يستحقها، تايلور سويفت التى حصلت على جائزة أفضل ألبوم هى أفضل مطربة لأغانى الريف، ورغم كونها لم تتعد العشرين عاما إلا أنها تخطت العديد من نجوم الغناء العالميين فى زمن قصير، ولم يكن حصولها على هذه الجائزة مفاجأة حتى لأقرب منافسيها. ومن المتوقع أن تزداد شعبيتها أكثر، خلال السنوات المقبلة خاصة أنها تحترم فنها، وتقاتل من أجله، وبالتالى فهذه النوعية من الفنانين يكون عمرها الفنى أطول ربما من آخرين أكثر موهبة. أما المنافسة الأولى لها بيونسيه ذات ال28 عاما فهى أيضا تتمتع بمقومات فنية عالية، وبالتالى فحصولها على ست جوائز أبرزها أفضل أغنية، وأفضل أداء لمغنية بوب لم يكن أيضا مفاجأة، خاصة أنها ليست جديدة على الجوائز فهى تحصدها منذ أن احترفت الغناء. وتعد بيونسيه الآن المغنية الأعلى أجرا بين نجوم الغناء، والأكثر جدلا بسبب الاتهامات التى توجه لها بأنها تثير الغرائز، بسبب ملابسها، والحركات الاستعراضية، وكان من نتيجة ذلك أنها منعت من دخول بعض الدول الإسلامية. وعندما زارت مصر الصيف الماضي أثارت زوبعة كبيرة بسبب رفض جماعة الإخوان المسلمين لوجودها فى مصر. لكن فى مقابل ذلك استطاعت أن تفرض نفسها على أوربا، والأمريكتين، وهى المغنية التى أزاحت نجمات كبار، فى عالم الغناء العالمى مثل شاكيرا التى كانت ظاهرة السنوات الأخيرة من القرن الماضي، وأوائل هذا القرن. فى كل الأحوال أهم ما يميز تلك الجوائز هي لغة الاحترام التى تغلفها، والتى تجعل الكل فائز، وخاسر يشعرون بحالة من الرضا. وهو ما نتمناه للجوائز المصرية، والتى تمنحها بعض المهرجانات، وتتدخل فيها لغة العواطف، وبالتالى الأخف دما، والأكثر قدرة على المجاملة، هو الأكثر قدرة على حصد اللقب، وهناك مهرجانات تمنحها للنجوم الكبار أملا فقط فى حضورهم من اجل استغلال هذا الحضور إعلاميا. وضمان بيع حفل تسليم الجوائز لأكبر عدد من القنوات. وهو الأمر الذى قلل كثيرا من الجوائز المصرية، رغم كوننا البلد الذي خرج منه رموز الغناء ام كلثوم، وعبد الحليم، وعبد الوهاب، وغيرهم.