قالت لجنة فلسطينية تسعى لاسترداد جثامين لفلسطينيين وعرب تحتجزها إسرائيل في مقابر منذ 1967 أنها بدأت فصلا جديدا في هذه المعركة يوم الأحد بإصدارها كتاب (لنا أسماء ولنا وطن) الذي يوثق أسماء أصحاب 302 جثمانا. وقال تيسير عاروري رئيس مجلس إدارة (مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان) في تقديمه للكتاب الذي احتفل يوم الأحد بإصداره بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني أنه "بصدور هذا الكتاب يبدأ فصل جديد من أكثر معارك الشعب الفلسطيني مأساوية ضد الاحتلال الإسرائيلي وتنكيله بالمناضلين الفلسطينيين." وأضاف أنه يعتبرها "معركة ضد عقلية وروح الانتقام والحقد العنصري ليس فقط ضد الأحياء وإنما ضد الأموات، ضد الشهداء، ضد الجثامين". ويتضمن الكتاب الذي يقع في 131 صفحة من القطع المتوسط اقتباسات من القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بإعادة جثامين القتلى إلى ذويهم خلال النزاعات المسلحة. وأوضح عاروري في تقديمه للكتاب "أن الجبهة الجديدة التي فتحت ضد الاحتلال الصهيوني وممارساته الفاشية البغيضة والتي اسمها الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين... تكبر ككرة الثلج ببعدها ومضمونها الشعبي العميق وهناك أساس قوي لتترسخ القناعة بأن هذه الحملة ستؤتي ثمارها عاجلا وليس آجلا". ويشير الكتاب الصادر باللغتين العربية والانجليزية إلى أن "ما يميز الحملة الوطنية لاسترداد الجثامين المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين أنها جاءت من الأهالي وهم الذين يقودونها وأنها تطوعية مئة بالمئة والتعاون الوثيق بين عدد كبير من المؤسسات الأهلية والشعبية والوزارات والبلديات ووسائل الإعلام". ويضيف أن " التقديرات تتضارب حول أعداد الشهداء المحتجزين في هذه المقابر (في إسرائيل) لأن إسرائيل تحيط الموضوع بالسرية إلى حد كبير وترفض الكشف عن هوية الشهداء المحتجزين بشكل كامل... ولكن يمكن الجزم أن عدد الجثامين المحتجزة بالمئات حيث أن لدى مركز القدس معلومات موثقة حول 302 من الشهداء والمفقودين". ويأمل القائمون على الحملة أن يتمكنوا من استعادة جميع الجثامين وكتبوا بخط اليد على الكتاب "مثلما جعلنا لكل رقم أسماء وصورة سنواصل النضال حتى نشيد ضريحا لكل شهيدة وشهيد". وقال سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني في حفل إطلاق الكتاب إن الحكومة عبرت عن دعمها للحملة ومطالبها "باعتبار يوم 27 أغسطس يوماً وطنياً لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين". وأضاف "إننا ونحن نحتفي بصدور كتاب (لنا أسماء ولنا وطن) الكتاب الأول الذي يوثق لقضية الجثامين المحتجزة والمفقودين نتوجه بالتحية لكل الجهود التي بذلت لإصداره مؤكدين أنه لولا جهود ذوي الشهداء والمفقودين ومن آزرهم لإخراج هذه القضية من طي النسيان وتحويلها إلى قضية رأي عام وإجماع وطني لما كان لهذا أن يصدر ويحتل الكتاب الأهمية التي يستحوذ عليها". وتضمن الكتاب بعض القصص التي جمعها صحفيون فلسطينيون أو سردها أقارب أصحاب الجثامين أو أولئك الذين لا يعرفون مصير أبنائهم الذين لم يتضح إن كانوا قد قتلوا أو مازالوا على قيد الحياة في السجن أو في مكان آخر إضافة إلى تاريخ ميلاد وفقد من تم توثيق المعلومات عنه.