أعرب أحمد ابو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن بالغ القلق إزاء التطورات الأخيرة التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والحيلولة دون اندلاع موجة عنف جديدة، وتجنيب البلاد المزيد من الخسائر البشرية والمادية. وأفاد مصدر مسؤول في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ان الأمين العام ناشد جميع الأطراف بضبط النفس وعدم تأجيج الصراع مجدداً، وتغليب لغة الحوار وصولاً إلى تهيئة الأرضية المناسبة لإجراء انتخابات وطنية في أقرب فرصة ممكنة، كونها السبيل الوحيد لإنهاء المراحل الانتقالية التي طال أمدها، ولتجديد شرعية المؤسسات بالشكل الذي يضمن وضع ليبيا على طريق الاستقرار والبناء. وفي هذا السياق، نقل المصدر تأكيد الأمين العام على أهمية اجتماعات لجنة المسار الدستوري المشتركة من مجلسي النواب والدولة، والتي انطلقت جولتها الثانية قبل يومين برعاية أممية وباستضافة كريمة من جمهورية مصر العربية. وفي هذا الإطار، أكد المصدر دعم جامعة الدول العربية والأمين العام، لكل جهد مُخلص يسعى إلى جمع الليبيين على طاولة حوار واحدة، ويُقرب وجهات نظرهم في هذا المسار، وكل مسارات التفاوض الأخرى. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الليبي المكلف من قبل البرلمان فتحي باشاغا، أنه غادر رسميا العاصمة طرابلس بعد ساعات من محاولته دخول المدينة حقنا للدماء بسبب اندلاع اشتباكات بين الفصائل المتنافسة. بعد إعلان الحكومة الليبية المعيّنة من البرلمان دخولها إلى العاصمة، مقر الحكومة المنافسة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي ترفض التخلي عن السلطة. وفي وقت سابق، اندلعت مواجهات في طرابلس بعدما أعلنت الحكومة الليبية المعيّنة من البرلمان، دخولها إلى العاصمة طرابلس، مقر الحكومة المنافسة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي ترفض التخلي عن السلطة. هذا ودعت مبعوثة الأممالمتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، الطرفين إلى عدم المشاركة في الاشتباكات وحثت الأطراف الليبية على ضبط النفس ومنع حشد القوات والأعمال الاستفزازية ودعت إلى الحوار والتفاوض وتجنب حل النزاع بالعنف. من جانبه، صرَّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ بأن مصر تتابع بقلق التطورات الجارية في طرابلس، مؤكدًا مرة أخري على ضرورة الحفاظ على الهدوء في ليبيا، والحفاظ علي الأرواح والممتلكات، ومقدرات الشعب الليبي. وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، حثَّ المتحدث الرسمي جميع الأطراف الليبية على ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي خطوات من شأنها تأجيج العنف. وشدَّد السفير أحمد حافظ علي حتمية الحوار، بهدف الوصول إلى عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا بالتزامن وبدون تأخير. وأكَّد في هذا الإطار على أهمية حوار المسار الدستوري الجاري الآن في القاهرة، وبما يحقق طموحات وآمال الشعب الليبي الشقيق في الانطلاق نحو المستقبل بخطى ثابتة.