توفي اليوم، الأحد، الكاتب الصحفي الكبير صلاح منتصر، عن عمر قارب 87 عاماً، وذلك بأحد مستشفيات القاهرة، نقل إليها بعد تعرضه لأزمة صحية قبل نحو يومين. ويعد منتصر من بين أشهر كتاب الرأي، بعموده اليومي الذي يكتبه بعنوان« مجرد رأي» على صحفات جريدة « الأهرام» والذي استمر في كتابته لسنوات كثيرة، واهتم من خلاله بمناقشة قضايا مجتمعية عديدة كان من بينها حملته الواسعة ضد« التدخين». وفضلاً عن مقاله اليومي؛ قدم منتصر للمكتبة العربية عدداً من الكتب التي ناقشت موضوعات اجتماعية وتاريخية، وكانت « القضية الفلسطينية» من بين ابرز ما كتب عنه، وذلك من خلال كتاب « الطريق إلى السلام..مدريد91» والذي نشرته « دار المعارف» بالتزامن مع مشاورات للسلام جمعت الوفود العربية وإسرائيل والولايات المتحدة لمناقشة تسوية القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي. نستعرض سطورا من ذلك الكتاب في التقرير التالي: يبدأ منتصر، إن القرن العشرين لم يعرف قضية أخرى احتلت تقريبا كل سنواته مثل« القضية الفلسطينية »التي شهدت خمس حروب في 48 و 56 و 67 و 73 و 82 التي اجتاحت فيها إسرائيل لبنان ووصلت إلى بيروت مسجلة احتلال أول عاصمة لدولة عربية. ويكمل منتصر،عندما سئل أحد الإسرائيليين عن سبب انتصارهم على العرب في أول حرب خاضوها ضدهم في عام 1948 كان رد الإسرائيلي : لقد كنا جيشا واحدا موحدا ، وكان العرب سبعة جيوش مفككة. ويعتقد منتصر من خلال كتابه، أن العرب قد تأخروا في خطوة التفاوض مع إسرائيل من أجل حقوقهم، وأضاعوا فرصة سابقة للتفاوض من موضع أكثر قوة وعلى قدم أكثر ثباتا، ويقول: إن هذا الاجتماع تأخر طويلا .. وقد كان مفروضا أن يتم في ديسمبر 1977 في اعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الراحل أنور السادات إلى القدس ودعوة كل أطراف الصراع إلى مؤتمر تم ترتيب اجتماعه في ذلك الوقت في فندق مينا هاوس عند سفح أهرام الجيزة .. وارتفعت كل أعلام الوفود التي وجهت إليها الدعوة : مصر وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان وإسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد السوفيق ، وتم إعداد مائدة الاجتماع على أساس حضور الجميع .. ولكن الذي حضر فعلا هما الوفدان المصرى والإسرائيلي ومعها الوفد الأمريكي أما الدول الأخرى فإنها لم تكتف فقط بمقاطعة المؤتمر بل اشتركت في حرب ضارية ضد مصر تم فيها إطلاق صواريخ الاتهام بالخيانة وتصفية القضية وهي صواريخ لاتنافس أي منطقة أخرى في العالم المنطقة العربية في كثرة وسهولة استخدامها. وعن مستقبل القضية يرى منتصر أنه لا زال غير واضح وملامحه غير محددة، مستشهدا في ذلك بموقف للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش وقت حرب الكويت عندما قال له أحد الصحفيين : سيادة الرئيس ماذا تتوقع ؟ ونظر بوش إلى صاحب السؤال قائلا : فلننتظر .. ولنراقب .. ولنتعلم .