نعى الصحفي الفلسطيني علي السمودي، زميلته المراسلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي قتلت برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام مدينة جنين ومخيمها، منوهًا إلى أنه «لازال يسمع صوت الرصاص رغم وجوده في المستشفى». وقال في تصريحات لفضائية «الجزيرة»، اليوم الأربعاء: «أنا على قناعة أنهم قتلوا شيرين بدم بارد، وأطلقوا النار علينا بشكل متعمد، لم يكن هناك مسلحين أو مقاومين أو راشقي حجارة، الناس يخافون من القدوم إلى المنطقة التي كنا فيها لأنها مكشوفة». وأوضح أنهم اختاروا تلك المنطقة، من أجل الذهاب إلى الدوريات مباشرة والتغطية للحفاظ على حياتهم، قائلًا إن مقتل «أبو عاقلة» رسالة للصحفيين، حول الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، ويحذر لها في الأيام المقبلة. وتابع: «ضحينا بتلك الزميلة الرائعة والجميلة، التي ارتقت على أرض الطهر والشرف والبطولة، نحتسبها شهيدة عند الله، ويجب أن يحاكم الاحتلال المجرم والقاتل وجنوده القتلة، وسنكمل المشوار ونواصل المسيرة ولن نتخلى عن دورنا كصحفيين وإعلاميين». وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة قتل شيرين بدم بارد، متابعًا: «ردنا أننا سنستمر ونواصل، لن نتوقف عن تأدية واجبنا ورسالتنا كصحفيين فلسطينيين، لم نشكل خطرا على الأمن الإسرائيلي، ونلتزم بالتعليمات والقوانين ونراعيها وننفذها، لو طلبوا منا ذلك». واستطرد: «بعدما شاهدونا أطلقوا النار وكان الهدف القتل، شيرين أبو عاقلة لم تكن مسلحة، والتزمنا بكل ما يمكن للحفاظ على حياتنا وصحتنا وتأدية رسالتنا، وما حدث رسالة بشأن من يقتل ويمنع تغطية الصحفيين». ونوه إلى أن العملية الإسرائيلية لم تبدأ بعد بمخيم جنين، مضيفًا: «يبدو أن فشل المنظومة الإسرائيلية في وضع حد للمقاومة الفلسطينية، جعلهم يريدون الانتقام من الصحفيين أمثالي، أصبت 7 مرات، وفي كل مرة أنجو من الموت بأعجوبة، نحن حريصون على التغطية، لكن الصورة والرسالة ليست أهم من حياة شيرين أبو عاقلة، وندعو الله أن يتقبلها شهيدة في سبيل الكلمة الحرة والشجاعة». وفي وقت سابق، ودعت جماهير غفيرة من أبناء شعب فلسطين، وبمشاركة عشرات الصحفيين من الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي ارتقت برصاص قوات الاحتلال أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين. وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، صباح الأربعاء، انطلق موكب وداع «أبو عاقلة» من أمام مستشفى ابن سينا في جنين، وجاب شوارع المدينة، ومخيمها. ورفع المشيعون جثمان أبو عاقلة على الأكتاف، ملفوفا بالعلم الفلسطيني، ثم أقيمت عليها صلاة الرحمة من قبل الأب فراس ذياب، ولفيف من الخورة، في ساحة دير اللاتين في جنين، وألقت نظرة الوداع الأخيرة عليها. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الأربعاء، عن استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة (51 عاما) برصاص جيش الاحتلال، وإصابة الصحفي علي السمودي برصاصة في الظهر ووضعه مستقر، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها. وقال الزميل المصاب سمودي لوكالة الأنباء «وفا»، إنه كان يتواجد برفقة الزميلة أبو عاقلة ومجموعة من الصحفيين في محيط مدارس وكالة الغوث قرب مخيم جنين، وكان الجميع يرتدي الخوذ والزي الخاص بالصحفيين. وأضاف أن قوات الاحتلال استهدفت الصحفيين بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابته برصاصة في ظهره، واستشهاد زميلته أبو عاقلة بعد إصابتها برصاصة في الرأس. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، قد اقتحمت مخيم جنين، وحاصرت منزلا لاعتقال شاب، مما أدى لاندلاع مواجهات مع عشرات المواطنين. وأوضحت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي تجاه الشبان والطواقم الصحفية. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص على «أبو عاقلة»، رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة التي تميزهم عن غيرهم أثناء التغطيات.