قال وزير خارجية سريلانكا جي.إل بيريس للصحفيين اليوم الأربعاء إن بلاده بدأت اتصالات مع عدة دول للحصول منها على قروض مؤقتة، في الوقت الذي تجري فيه محادثات مع صندوق النقد الدولي بشان حزمة مساعدات شاملة، مضيفا أنه سيلتقي مع سفير الصين لدى بلاده غدا. كما تسعى سريلانكا للحصول على مساعدات مع اليابان وسلطنة عمان وقطر ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن الوزير القول إن المحادثات مع صندوق النقد تسير بصورة جيدة، ومازالت بلاده تأمل في الحصول على مساعدة سريعة من الصندوق وفق برنامج مساعدات طارئ، في حين سيحتاج الاتفاق إلى حزمة المساعدات الشاملة إلى ستة أشهر من المحادثات. وتحتاج سريلانكا إلى مساعدات عاجلة خلال العام الحالي بقيمة 4 مليارات دولار للحد من أزمة انقطاعات الكهرباء التي تستمر ساعات، ونقص إمدادات الوقود الذي أدى إلى امتداد طوابير السيارات في محطات التموين لعدة كيلومترات، ودفع ثمن واردات البلاد من الأدوية الحيوية والغذاء. يأتي ذلك فيما تشهد الدولة/الجزيرة مظاهرات شعبية واسعة للمطالبة بإقالة رئيس الجمهورية جوتابايا راجاباكسا وشقيقه رئيس الوزراء، حيث تحولت المظاهرات إلى العنف أمس عندما قتلت الشرطة شخصا واحدا على الأقل وإصابة عشرات آخرين. من ناحيته، قال باتريك جوران المحلل الاقتصادي في شركة تيلمير للأبحاث عن المفاوضات مع صندوق النقد إن "هذا الجدول الزمني أقل طموحا مما استهدفه وزير المالية الذي كان يستهدف اتمام المحادثات مع صندوق النقد بنهاية الشهر الحالي، لكن لا أحد كان يرى أن هذا الهدف واقعي". يأتي ذلك في حين قالت وحدة الإعلام التابعة للشرطة في العاصمة كولومبو إن رجال الشرطة أطلقوا الرصاص الحي الليلة الماضية في منطقة "رامبوكانا" وسط البلاد، بعد أن فشل الغاز المسيل للدموع في تفريق مجموعة من المحتجين الذين أغلقوا مسار قطار وحاولوا إضرام النار في شاحنة ديزل. وقال هارشا دي سيلفا، وهو مشرع من حزب "ساماجي جانا بالاويجايا" المعارض الرئيسي ، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي(تويتر) موجه للرئيس "ارحل الآن!. بصفتك رئيس الدولة، فإنك مسؤول عن كل حالة وفاة". وأضاف "أدين بشدة إطلاق النار على المدنيين الأبرياء". يشار إلى أن الأزمة الاقتصادية في سريلانكا، وهي الأسوأ منذ أن حصلت على الاستقلال منذ أكثر من 70 عاما تسببت في نزول المواطنين الغاضبين للشوارع مطالبين بالإطاحة بأسرة راجاباكسا.