نعيش خلال شهر رمضان المبارك نفحات إيمانية جليلة، وما أطيب أن نتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم خلال هذا الشهر الكريم. وفي حلقات متواصلة، ترصد "الشروق" حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في منزله كزوج، موضحة علاقته بزوجاته "أمهات المؤمنين"، في سلسلة بعنوان: "نساء النبي"، وذلك كما وردت في الكتاب الذي يحمل نفس الاسم للكاتبة الدكتورة عائشة عبدالرحمن، المعروفة ب"بنت الشاطئ". الحلقة الثامنة قصة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها بدأت قصة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السيدة عائشة رضي الله عنها عندما اقترحت عليه السيدة خولة بنت حكيم السلمية بالزواج من عائشة، ولكنها كانت مازالت صغيرة، فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم على خطبتها حتى تصبح في عمر الزواج فيتزوجها. وذهبت السيدة خولة إلى بيت أبي بكر الصديق لتقوم بخطبة عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدت أم رومان، أم عائشة، فقالت لها، أي أم رومان، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت أم رومان، وما ذاك؟ فقالت خولة، أرسلني رسول الله أخطب له عائشة، فردت أم رومان، انتظري أبا بكر فإنه آت. جاء أبو بكر فقالت له خولة: "يا أبا بكر أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عائشة"، فقال أبو بكر: "وهل تصلح له؟ إنما هي ابنة أخيه، فرجعت خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له ذلك"، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: "إرجعي إليه، فقولي إليه، أنت أخي في الإسلام، وأنا أخوك، وابنتك تصلح لي". وعادت خولة إلى أبي بكر وقالت له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال لها: "أنتظريني حتى أرجع، فشاور أبو بكر الصديق زوجته أم رومان، فقالت له أن المطعم بن عدي كان قد ذكر عائشة لابنه جبير، وما وعد أبو بكر شيئا قط فأخلف". وذهب أبو بكر لمطعم وكان مشركا وزوجته مشركة، فقالت عندما رأت أبو بكر، يا ابن أبي قحافة، لعلنا إن زوجنا ابننا ابنتك، أن تصبئه وتدخله في دينك الذي أنت عليه، فلم يرد عليها أبو بكر بل التفت إلى زوجها المطعم فقال، ما تقول هذه؟ فرد المطعم، إنها تقول ذاك، فخرج أبو بكر من منزلهما وهو يشعر بارتياح لما أحلّه الله تعالى من وعده، وعاد إلى منزله فقال لخولة، ادعي لي رسول الله. وعندما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى منزل أبو بكر، أنكحه عائشة وكانت تبلغ من العمر وقتها 6 أو 7 سنين فقط، على متاع بيت قيمته 50 درهما. اقرأ أيضا: نساء النبي (7) .. سودة بنت زمعة تحرص على أن تنال رضا عائشة لكسب حب النبي محمد