قبل يومين من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تسود حالة من الضبابية المشهد السياسي الفرنسي، فبينما يتصدر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون استطلاعات الرأي بفارق ليس كبير عن أقرب منافسيه زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، شهد المؤتمر الانتخابي الأخير لماكرون، اليوم الجمعة، توترات وهتافات مضادة واعتداءات. وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير لها إن المشهد السياسي الفرنسي بات ضبابياً، فلم تعد تعكس استطلاعات الرأي الوضع الحقيقي لشعبية المرشحين محذرة من حدوث مفاجاءات في الجولة الأولى للانتخابات". وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن المؤتمر الانتخابي الأخير لماكرون شهد توترات مع اقتحام أصحاب السترات الصفراء للقاعة، وقيام مجموعة من الشباب بإلقاء كرات كريهة الرائحة في الجزء الخلفي من الغرفة، مما اضطر منظمي التجمع لفتح النوافذ الكبيرة للتهوية ورصدت "لوموند" مشاه فوضوية في المؤتمر الانتخابي، من أبرزها مقاطعة امرأة لكلمة لوزير أقاليم ما وراء البحار سيباستيان ليكورنو وهو يثني على عمل ماكرون: قائلة بلهجة ساخرة: "هل هذا مؤتمر لبيع المجوهرات الفرنسية؟"، واقتحام عشرين شخص من "السترات الصفراء" قاعة المؤتمر، وكانوا يغنون وينفخون في أبواق للتشويش على المؤتمر. كما قام البعض بتمزيق شعار "معكم" الموجود على الملصقات في الشوارع وقص وجه ماكرون من الملصقات. من جانبه، أعرب وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومير عن قلقه من الحملة الانتخابية لماكرون، موضحاً أنه على الرغم من أن استطلاعات الرأي تبشر بإعادة انتخاب ماكرون، فإنه يعتبر أن عقول الفرنسيين في الشرق، والاستطلاعات في الغرب"، في إشارة للتباعد بين الاستطلاعات والواقع. وتابع: "إنها أهم انتخابات وأشعر أن هناك نوعًا من اللامبالاة تتصاعد". وترجح نتائج استطلاعات الرأي تكرار سيناريو انتخابات عام 2017 حين انتقل ماكرون (مرشح حزب الجمهورية إلى الأمام) وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن (مرشحة حزب التجمع الوطني) إلى الجولة الثانية قبل أن يفوز ماكرون بالرئاسة. وحققت لوبن التي عملت على إظهار نفسها في موقع أكثر اعتدالا ولو أن برنامجها يبقى "راديكاليا" في موضوعي الهجرة ومؤسسات الدولة، تقدما في استطلاعات الرأي بمقدار نقطتين خلال أسبوع لتصل إلى 22% أما ماكرون فسجل تراجعا إلى 26% من نوايا الأصوات، بحسب آخر استطلاع للرأي أجراه معهدا "أوبينيون واي" و"كيا بارتنرز". ويتقلص الفارق أكثر في الدورة الثانية، حيث تشير التوقعات إلى فوز ماكرون على لوبن بنسبة 53% في مقابل 47%، بالمقارنة مع 55% مقابل في 45% قبل أسبوع.