اعتبرت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية، أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أساء قراءة الدول الغربية عندما قرر شن عملية عسكرية في أوكرانيا، ورأت أن القرار يمثل خطأ استراتيجيا في حسابات ذات أبعاد تاريخية". وتحت عنوان "كيف أخطأ بوتين في فهم الأمور؟"، زعمت المجلة في تحليل لها، أن "الرئيس الروسي بالغ بشدة في تقدير القوة العسكرية الروسية وقلل من شأن المقاومة الأوكرانية، بالإضافة إلى التقليل أيضا من قدرات الغرب". وقالت إن "تجربة بوتين الشخصية الطويلة – مراقبة الاستجابة الدولية الضعيفة لحروب روسيا في الشيشان وجورجيا، وضمها لشبه جزيرة القرم في عام 2014، ودعمها للديكتاتور السوري بشار الأسد – أقنعته بأن الغرب سيتخلى عن أوكرانيا". وأضافت: "بالنظر أيضا إلى مخاوف أوروبا بشأن التزام واشنطن بالأمن الأوروبي في أعقاب كل من رئاسة دونالد ترامب، وانسحاب إدارة جو بايدن الفاشل من أفغانستان، ربما توقع بوتين أيضًا أن الغزو سيقسم الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين، وبالتالي تحقيق نصر استراتيجي أكبر من مجرد تنصيب حكومة عميلة في كييف". في المقابل، اعتبرت المجلة أيضا أنه "على الرغم من أن رد الفعل الغربي كان قويا بشكل مدهش، إلا أنه من السابق لأوانه أن يعلن الغرب النصر"، مشيرة إلى أن "التحدي الآن هو كيف يحافظ القادة الأوروبيون على تلك الوحدة". وتحت عنوان "لماذا استخف بوتين بقدرات الغرب؟"، ذكرت المجلة في تحليلها أن "الحرب وحدت الدول الغربية بدلا من تقسيمها كما كان يعتقد الرئيس الروسي". وأضاف التحليل أنه "في غضون أيام من الغزو، وحدت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها قواهم لفرض نظام عقوبات شامل على روسيا، مما يجعلها الدولة الأكثر معاقبة في العالم، كما احتشدت الدول الغربية أيضا سياسيا ضد موسكو في المحافل الدولية". ومثال آخر على الوحدة، اعتبرت المجلة الأمريكية أن "الرد العسكري الغربي ضد روسيا كان مثيرًا للإعجاب أيضًا". وأشارت إلى أنه "بدلا من سحب القوات من أوروبا الشرقية كما طالب بوتين، ضاعف حلف شمال الأطلسي (الناتو) وجوده القتالي في المنطقة، ونشَّط قوة الرد الخاصة به، ووضع 40 ألف جندي تحت قيادته". وقالت "فورين آفيرز": "كما زودت أكثر من 35 دولة أوكرانيا بالأسلحة، تضمنت البنادق والذخيرة والخوذات والسترات الواقية وقذائف المدفعية وقاذفات القنابل اليدوية والصواريخ المضادة للطائرات والدبابات والطائرات المسلحة بدون طيار". وأضافت في تحليلها: "وماديا أيضا، ساهمت الولاياتالمتحدة بأكثر من 1.7 مليار دولار كمساعدات للجيش الأوكراني منذ بداية الحرب، وخصص الاتحاد الأوروبي 500 مليون يورو للدفاع الأوكراني، وهو ما يمثل سابقة للتكتل الذي لم يقدم من قبل مساعدة عسكرية بمثل هذا الرقم لدولة أخرى". وتابع التحليل: "من المحتمل أن يكون هناك في السنوات المقبلة المزيد من التهديدات الجيوسياسية، مثل الثأر الروسي، وسوف تحتاج الدول الغربية إلى مواجهتها من خلال تعاون مؤسسي قوي بين الديمقراطيات الكبرى". وختم قائلا إنه "نظرًا لأن الوحدة تولد القوة، يجب على الدول الغربية تحسين دفاعاتها المتبادلة وتعميق علاقاتها الاقتصادية، من خلال إشراك الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ، والتفاوض بشأن اتفاقية التجارة والاستثمار عبر المحيط الهادئ، والتفاوض بشأن اتفاقية التجارة والاستثمار عبر المحيط الأطلسي".