قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، إن القيادة السياسية قدمت دليلا واضحا على أهمية الوعي بمتطلبات المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن حين أعلنت عن هذه المبادرة الرئاسية الراقية، التي تعد الأكبر تمويلا، والأنبل أهدافا، والأعظم غاية، والتي تضمن بما فيها من آليات متنوعة حياة كريمة للمواطن المصري، وقد تلقت مؤسسات الدولة هذا الوعي فترجمته في برامج جديدة، كل جهة فيما يخصها من أجل تحقيق أهداف تلك المبادرة. وأضاف وكيل الأزهر، خلال مبادرة وزارة التضامن الاجتماعي "مبادرة وعي من أجل التنمية والحياة الكريمة"، والتي جاءت تحت عنوان: "خطاب علمي وثقافي وديني وقانوني موحد ومتكامل" اليوم، أن المبادرة جاءت انطلاقا من إيمان واع بأهمية تحسين سلوكيات الأفراد، كهدف مكمل لعملية البناء، يضمن التوظيف الصحيح للخدمات التي تقوم الدولة بتحسينها لخدمة الإنسان والاستثمار في الأجيال القادمة، والتي تمثل الركيزة الأساسية لمبادرة حياة كريمة، مؤكدًا أن هذه المبادرة من الخطوات الرائدة التي تتم على الأرض بهدف تغيير حياة كثير من المصريين، من خلال مجموعة برامج طموحة للتعامل مع التحديات التي تواجه المواطنين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والخدمية والبيئية، بما يكفل للمواطن الحياة الكريمة، وبناء الوعي الحقيقي، الذي يمكن من خلاله ضمان بناء الإنسان المصري، بالصورة السليمة التي تفرز مواطنا يستطيع مواكبة التطور الجاري في الدولة بشكل خاص، والعالم بوجه عام، ضمن أهداف «رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030». وأكد أن الأزهر لا يدخر جهدا في الإسهام بفاعلية كبيرة، وبكل أدواته، في تنفيذ الأهداف القومية التي يرجع خيرها على المواطن المصري، موضحًا أن المبادرات الطيبة والرؤى المستنيرة تقوم على جانبين: مادي من موارد متنوعة، ومعنوي من قيم وتوعية وتوجيه، وإن الأزهر لم يتأخر في كلا الجانبين، ومما عمل الأزهر على دعمه وتأكيده «الأمن المجتمعي»، الذي يرتبط تحقيقه ارتباطا مباشرا بالتنمية والبناء وتقدم الأوطان؛ فباستقرار أمن المجتمع تنطلق عجلة التنمية، وهو ما يترتب عليه تقدم الدولة، وقوة اقتصادها، وتحقيق حياة أفضل لمواطنيها، وباختلال أمن المجتمع تستنزف الثروات والموارد، وتتراجع التنمية. واختتم وكيل الأزهر، كلمته، بأن الأزهر يمد أياديه بالخير للجميع، إيمانا بواجبه، وقياما بدوره، مؤكدًا أن كل الجهود التي بذلها ويبذلها الأزهر الشريف تأتي وفق نصوص إسلامية تحفظ على الإنسان حق الحياة، وتحيطه بسياج من التكريم والحماية، معلنة أن هذا الدين العظيم كفل للإنسان وللحيوان وللنبات بل وللجماد كل حقوقه؛ ليحدث التناغم والانسجام بين عناصر الكون، وليسعد الإنسان الذي سخر له الخالق الكون كله في حياته ويؤدي رسالته كاملة.