وسط حالة من الفرحة، تلقت الحاجة سامية أحمد عبد السلام خلاف، والتي تبلغ من العمر 55 عامًا، وحاصلة على دبلوم تجارة، وربة منزل، وتقيم بمدينة دهب بمحافظة جنوبسيناء، خبر فوزها بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة. وقالت الحاجة سامية، ل "الشروق": "مقدرتش أسيطر على دموعي من الفرحة، ولم أتوقع أن الدولة تكرمني على مشوار الشقاء التي تكبدته على مدار ما يقرب من 26 عامًا، منذ مرض زوجي، والحمد لله على هذا التكريم الذي لم أكن أتوقعه". وأوضحت أنها تزوجت منذ عام 1987، في غرفة بمنزل العائلة بقرية في محافظة الغربية، وكان زوجها يعمل إمام وخطيب بمدينة دهب بجنوبسيناء، وبعد عام من زواجها انتقلت إلى مقر عمل زوجها بمدينة دهب والتي كان لا يوجد بها أي خدمات في ذلك الوقت، مشيرة إلى أنها عانت الفرق الشديد بين حياتها في الريف التي تتوافر فيه جميع كافة الخدمات وبين حياتها في دهب، أنجبت أبناؤها الثلاث، وكانت تعيش حياة مستقرة إلى أن مرض زوجها مرضًا شديدًا "فشل كلوي"، وكانت الإمكانيات الصحية بجنوبسيناء لا تسمح بعلاجه داخل المستشفيات، لذا عانت من التنقل بين مستشفيات مدينة طنطا بمحافظة الغربية، ومستشفيات القاهرة والمنصورة. وتابعت: "اضطررتني الظروف إلى ترك أبنائي الصغار في قريتي مع أهلي لمتابعة رحلة البحث عن علاج زوجهي لتخفيف ألامه، ولكنه توفي بعد مرضه بخمس سنوات"، وكانت ابنها الكبرى تبلغ من العمر 11 عامًا، ونجلها 9 سنوات، وابنتها الصغرى 3 سنوات. وأشار إلى أنها اضطرت للعودة إلى مدينة دهب بأطفالها، وقامت بتأجير منزلها لتنفق على أبنائها بجانب معاش زوجها، وعاشت هي وأبنائها في غرفة قامت ببنائها بجانب منزلها، و كانت تقوم بشراء بعض السلع الغذائية وتبيعها لتحسن دخلها. وأكدت أنه عندما بلغ نجلها 13 عامًا قرر العمل في مجال السياحة للمساعدة في مصروفات المنزل، ولكنها ظلت تكافح حتى التحق أبنائها بالتعليم العالي، وأنهوا تعليمهم ولم تمد يدها بطلب المساعدة من أحد. وأوضحت أن ابنتها الكبرى تدعى نجلاء فتحي محمد الأبيض، تبلغ من العمر 32 عامًا متزوجة، وهي حاصلة على ليسانس دراسات إنسانية وتعمل معلمة لغة عربية، ونجلها محمد فتحي محمد الأبيض، يبلغ من العمر 30عامًا متزوج، وحاصل ليسانس التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية " أوائل الدفعة"، ويعمل معلم دراسات، والابنة الصغرى حياه فتحي محمد الأبيض، تبلغ من العمر 23 عامًا خريجة ليسانس لغة عربية كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات، مؤكدة أن قصة كفاحها مازلت مستمرة حتى تؤدي رسالتها على الوجه الأكمل حتى تزوج ابنتها الصغرى. وعن تقديمها في مسابقة الأم المثالية، قالت ابنتي الصغرى حياة هي من أصرت على التقديم في المسابقة، وهي من أنهى كافة المستندات والإجراءات المطلوبة، وكانت لديها أمل في تكريمي، والحمد لله ربنا حقق لها أمنيتها. وأهدت الحاجة سامية تكريمها إلى روح زوجها، وأبنائها الذين ما زالوا يدعمونها ويفتخروا بقصة كفاحها.