قال اللواء سمير فرج، المفكر الإستراتيجي، إن مصر هي الدولة الوحيدة التي نجحت في استرداد أرضها بالكامل عن طريق نصر أكتوبر ثم المفاوضات وبعد ذلك التحكيم الدولي لاسترداد طابا، واليوم تشهد سيناء مشروعات كبرى وتنمية غير مسبوقة، وأصبحت مصر دولة محورية كبرى تلعب دور مهم في المنطقة، وظهر ذلك جليا عندما تدخلت مصر في الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة، وبالفعل جرى وقف إطلاق النار، ومن هنا تأكدت الدول الكبرى أن مصر هي محور السلام في المنطقة العربية. وأضاف أن سيناء لها أهمية كبيرة لمصر فمعظم المخاطر التي تعرض لها مصر كانت تأتي من بوابة مصر الشرقية، موضحا أن مصر لها علاقات قوية مع كافة دول العالم وتعمل على تعزيزها باستمرار لتحقيق المصلحة الوطنية، وتحرص على تنفيذ إستراتيجية احتواء العالم، من خلال توطيد العلاقات بين دول أفريقيا، وجاري إنشاء أكبر سد في أفريقيا بتنزانيا، وجرى عقد اتفاقية مع السودان إضافة إلى تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة معها، وفي حوض البحر المتوسط نجحت مصر في ترسيم الحدود مع قبرص وإسرائيل، إضافة إلى توطيد العلاق مع كافة دول حوض البحر المتوسط. جاء ذلك خلال الندوة التوعوية الجماهيرية التي نظمتها محافظة جنوبسيناء، اليوم السبت، بجامعة الملك سلمان بمدينة شرم الشيخ، احتفالا بالذكرى ال33 لعودة طابا للأراضي المصرية، بحضور اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، واللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي، والدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي وعضو لجنة التحكيم في قضية طابا، ولفيف من القيادات التنفيذية بمحافظة جنوبسيناء، وطلاب مدارس شرم الشيخ وجامعة الملك سلمان. ومن جانبه، قدم الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي وعضو لجنة التحكيم في قضية طابا، التهنئة للقيادة السياسية، ومحافظ جنوبسيناء، وأهالي سيناء بالعيد القومي للمحافظة، مؤكداً أن في ذكرى عودة طابا يجب أن نحتفل بكافة الإنجازات التي تجري على أرض سيناء، هذه المشروعات تؤكد إخلاص وتفاني القيادات السياسية لخدمة هذا الوطن. وأوضح أنه جرى تحرير طابا من خلال ملحمة دولية قانونية، ويعد نصر أكتوبر ملحمة حربية أبهرت العالم، خاصة أن الجيش المصري نجح في اقتحام خط بارليف واعاد أرضه بالقوة، لافتاً إلى أن مصر نظمت حرب الاستنزاف لتشغل العدو، وحين جاءت اللحظة الحاسمة جرى حسم المعركة لصالح مصر، ورفع العلم المصري على أرض سيناء. وأشار إلى أن جنود مصر أكدوا للعالم أن المصريين يضحون بأرواحهم من أجل استعادة حبة رمل مصرية، مؤكدا أن نصر أكتوبر هو ما دفع العدو إلى التفاوض مع مصر، وعندما وافقت مصر على التفاوض ليس من أجل التصالح وإنما من أجل استرداد باقي أراضيها، ومن هنا جاءت اتفاقية السلام التي حددت كيف سيجري الانسحاب من باقي الأراضي المصرية، وحاولت إسرائيل الاحتفاظ ببعض المواقع بكافة الطرق منها شراء بعض الأراضي، والتشكيك في خط الحدود من خلال تغير مواقع العلامات الحدودية، وهذه العلامات عبارة عن قواعد خرسانية توجد عليها قطعة حديدية تشبه فالوكة القطار، وهذه العلامات مرقمة، ولكنها في النهاية فشلت لقوة حجة ودليل مصر باحقيتخا لهذه المناطق، حتى عادت طابا إلى الأراضي المصرية بعد معركة التحكيم الدولي التي خاضتها مصر. وعلى جانب آخر، قدم اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، التحية للدكتور مفيد شهاب، واللواء سمير فرج، لتلبيتهم دعوته لتوعية شباب سيناء بأهمية هذه الأرض، التي تعد بوابة أمن مصر الشرقية، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء لديهم، وعدم والانسياع وراء المخططات الخارجية التي تهدف تدمير الدول من خلال تدمير أبناءها. وقال فودة إن الشباب هم أمل مصر القادم، لذ يحرص الرئيس السيسي على إعدادهم ليصبحوا قادة المستقبل، وذكرى عودة طابا تستلهم شجاعة وصبر الجانب المصري، مشيرا إلى أن مثل هذه الندوات ترسخ الهوية والعقيدة لدى الشباب، من خلال إطلاعهم على الفكر الدولي، وكيف تستخدم الدول الشباب في إسقاط وتدمير أوطانهم.