من المقرر أن يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والمندوبون الدائمون لدى الجامعة العربية إلى دارفور فى منتصف فبراير لعقد اجتماع استثنائى لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لمناقشة الوضع الإنسانى وآفاق المصالحة السياسية فى إقليم غرب السودان، الذى مازال يشهد أزمة إنسانية كبرى بمقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين بسبب النزاع هناك. وسيقوم الأمين العام بعد الاجتماع وبرفقة المندوبين الدائمين للدول العربية بزيارة عدد من القرى الدارفورية التى قامت الجامعة بإعادة بناء أجزاء منها كانت قد تهدمت أثناء الحرب الأهلية للسماح لأهالى هذه القرى بالعودة إليها واستعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية. يأتى ذلك بينما من المقرر أن تستأنف أمس (الأحد) فى العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات الفصائل الدارفوية المتمردة لتنسيق مواقفها والتفاوض مع الحكومة السودانية على حل وسط حول تقاسم السلطة والثروة. وقالت مصادر قريبة من الاجتماعات إنها «ستتم بمن حضر فى ضوء عدم اعتزام كل الحركات الدارفورية المناوئة للحكومة المشاركة فى الاجتماع». كما قالت المصادر نفسها إن الحركات التى ستشارك فى المؤتمر لن تكون عالية التمثيل وإن فرص التفاوض المباشر بين الحركات المشاركة وبين ممثلى الحكومة السودانية ليست كبيرة. وحسب مصدر دبلوماسى عربى مشارك فى جهود المصالحة بين الفصائل الدارفورية وبين الحكومة السودانية فإن اجتماعا أخر سيعقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأسبوع الجارى بجهود من الاتحاد الأفريقى والجامعة العربية لتوحيد مواقف القيادات الدارفورية، بما فى ذلك الحركات المسلحة والقيادات الأهلية وممثلين عن القبائل الدارفورية الرئيسية. من ناحيتها تسعى القاهرة بالتعاون مع منظمة المؤتمر الاسلامى إلى عقد مؤتمر لدعم دارفور وتخصيص أموال لإعادة البناء. وبصورة مبدئية فإن الاجتماع سيعقد فى النصف الأول من شهر مارس، الذى من المقرر أن يشهد أيضا اجتماعات حول الشأن السودانى ملف دارفور وملف جنوب السودان فى ليبيا قبيل انعقاد القمة العربية وعلى هامشها. فى الوقت نفسه من المقرر أن يسافر موسى وعدد من كبار رجال الأعمال العرب إلى جوبابجنوب السودان فى الأسبوع الثالث من شهر فبراير لعقد اجتماع حول آفاق الاستثمار العربى فى جنوب السودان بهدف الإسهام فى تطوير البنية التحتية بالغة التواضع فى جنوب السودان والتأكيد على علاقات عربية متواصلة مع جنوب السودان حرصا على مصير ترابط الجنوب مع سياقه العربى حتى فى حال ما قرر الجنوبيون التصويت لصالح الانفصال عن شمال السودان فى الاستفتاء المقرر فى خلال عام من الآن. ومن المقرر أن يشارك فى الاجتماع ممثلون عن نحو 100 شركة عربية أغلبها مصرية ستقوم إلى جانب النظر فى أعمال البنية التحتية بالنظر فى فرص الاستثمار فى جنوب السودان. كما تجرى القاهرة وواشنطن ترتيبات لعقد الدورة الثانية لمؤتمر حول جنوب السودان بمشاركة مصر والولاياتالمتحدة وليبيا وممثلين عن شمال السودان وعن جنوب السودان. وكان من المقرر عقد الاجتماع الشهر الجارى غير أن الولاياتالمتحدة طلبت تأجيله لبضعة أسابيع. وقال مصدر دبلوماسى مصرى «إننا نواجه بحقيقة متزايدة وهى أن جنوب السودان قد يختار الانفصال، وما نحاول القيام به بالرغم من ضيق الوقت هو تدعيم فرص بقاء السودان موحدا أو حتى تأجيل الانفصال، وفى حال الانفصال الحفاظ على أفضل العلاقات مع الدولة التى ستنشأ فى الجنوب». وخلال الأسبوع الحالى أكد الرئيس السودانى عمر البشير أن حكومة الخرطوم ستكون أول من يعترف باستقلال جنوب السودان إذا فاز خيار الانفصال فى استفتاء يناير 2011. ومن المقرر أن يجرى الشمال والجنوب ترسيما للحدود التى تمتد بينهما على طول 2100 كم.