شحاتة: مصر لديها اكتفاء ذاتى من الأرز بنسبة 97% معوض: الأسعار فى تصاعد مخيف بالرغم من توافر جميع السلع الوليلى: لا يوجد فى العالم طن أرز شعير يقارب 7.5 آلاف جنيه تجار: سعر كيلو المكرونة وصل إلى 14 جنيهًا ارتفعت أسعار الأرز والمكرونة فى الأسواق المحلية بما يتراوح بين 2 و3 جنيهات للكيلو الواحد، مع بداية شهر مارس الحالى، على الرغم من اختلاف الأسباب حول ارتفاع أسعار كل منهما، حيث ارتفعت المكرونة نتيجة زيادة أسعار القمح العالمية إثر اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، بينما قفز سعر الأرز نتيجة زيادة الطلب بأكثر من 30% مقارنة بالشهر الماضى، استعدادا لشهر رمضان، وفقا لعدد من التجار. وقال عبور فرج العطار، نائب رئيس شعبة الحاصلات الزراعية والحبوب بغرفة القاهرة التجارية، إن الارتفاع الملحوظ الذى حدث فى أسعار الأرز الأسبوع الماضى، لم يكن بسبب الحرب الروسية الأوكرانية بشكل مباشر، خاصة أن الأرز محصول محلى لا يتم استيراد إلا القليل منه، كذلك يوجد مخزون استراتيجى من السلعة يكفى لعدة أشهر قادمة، حتى موسم الحصاد القادم فى شهر أغسطس. وأضاف العطار، أن الإنتاج المحلى من الأرز فى موسم الحصاد الماضى أغسطس 2021، بلغ 3.9 مليون طن، وتم استيراد 550 ألف طن من عدة دول، مؤكدا أن السلعة متوافرة فى جميع الأسواق المحلية ولا يوجد أى نقص منها. وأضاف أن طن الأرز غير المغلف كان يتراوح فى شهر فبراير الماضى بين 8 و9.5 ألف جنيه للطن للجملة، فيما ارتفع مع بداية شهر مارس الحالى ليتراوح بين 9.5 و11 ألف جنيه، بينما وصلت الأسعار للمستهلك بما يتراوح بين 10.5 و12.5 جنيه للكيلو السايب، ويزداد عليه جنيهان فى سعر الكيلو بالنسبة للأرز المغلف، موضحا أن تلك الزيادة جاءت نتيجة ارتفاع الطلب بنسبة قد تتجاوز ال30% عن الشهر الماضى، بسبب الاستعدادات لشهر رمضان. ويرى العطار، أن أسعار المكرونة ارتفعت نتيجة زيادة سعر طن القمح والدقيق، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، حيث زاد الأخير إلى ما يتراوح بين 9.4 و10 آلاف جنيه، مقارنة ب7000 جنيه قبل بداية الحرب، وقفزت أسعار القمح عالميا ليسجل الطن فى مصر 7500 جنيه، مقارنة ب5.5 ألف جنيه، قبل الأزمة، مضيفا أن سعر المكرونة يتراوح بين 12 و13 جنيها للكيلو السايب مقارنة ب9 و10 جنيهات، فى شهر فبراير الماضى. وقال أحمد فوزى نائب رئيس شعبة البقالة بغرفة القاهرة التجارية، إن ارتفاع أسعار الأرز فى السوق المحلية جاء نتيجة زيادة الطلب على السلعة، مشيرا إلى أن الشركات بدأت رفع الأسعار بعد زيادة الطلب من جانب متاجر البقالة والسوبر ماركت. وأضاف فوزى، أن المستهلك يريد تخزين أكبر قدر من السلعة قبل رمضان، خوفا من ارتفاع أسعارها مرة أخرى، مؤكدا أن هذا الأمر أدى إلى ارتفاع سعر كيلو الأرز جنيهين على الأقل. وتابع أن أسعار الأرز تراوحت للمستهلك بين 10.5 و12.5 جنيه لسعر الكيلو السايب، كما ارتفعت أسعار المكرونة لتتراوح بين 12و 13 جنيها لسعر الكيلو السايب، لكنه أرجع زيادة المكرونة لارتفاع أسعار الدقيق فى الأسواق المحلية. وأوضح أن سعر طن الدقيق وصل إلى 11 ألف جنيه فى بعض الأنواع وبعض المناطق بسبب ارتفاع أسعار القمح، مبررا رفع التاجر سعر القمح قبل أن يستورد الشحنة الجديدة التى ارتفع سعرها، قائلا: «التاجر لديه طن قمح ب5000 جنيه وبعد ارتفاع السعر العالمى يضطر التاجر لبيع الطن القديم بالسعر الجديد المرتفع، ليعادل رأس ماله ويستطيع شراء السلعة مرة أخرى.. فإذا باعه ب5000 جنيه لن يقدر على شرائه مرة أخرى ب7000 جنيه». وقال جلال معوض نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، إن الأسعار فى تصاعد مخيف بالرغم من توافر جميع السلع بكميات كبيرة فى الأسواق المحلية، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار خلال الشهر الحالى، تسببت فيها العديد من الضغوط مثل زيادة الطلب بنسبة كبيرة على السلع الغذائية، استعدادا لشهر رمضان بالإضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية التى أدت إلى توقف أكثر من 60% من واردات القمح الذى يدخل السوق المصرية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية التى لا غنى عنها بالنسبة للمستهلك. وقال رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، إن ارتفاع الطلب على الأرز خلال الأسبوعين الماضيين، أدى إلى زيادة أسعاره بنحو 1.5 ألف و2000 جنيها، مشيرا إلى أن هناك مخزونا من الأرز يكفى حتى موسم الحصاد المقبل أغسطس 2022. وأضاف أن دخول شهر رمضان كل عام، يُحدِث زيادة فى الطلب ويتبعه ارتفاع الأسعار، ولكن فى ظل التخوف هذا العام من عدم توافر السلع بسبب الحرب الروسية الأوكرانية زاد الطلب بنسبة أكبر من العام الماضى، مؤكدا أن الإنتاج المحلى يكفى أكثر من 97% من الاستهلاك ولا داعى للقلق، «الحرب الروسية الأوكرانية لن تؤثر على توافر كمية الأرز أو أسعاره فى السوق المحلية، وإنما الارتفاع الشديد فى الطلب هو الذى يتبعه ارتفاع فى الأسعار». وقال النائب مجدى الوليلى، عضو غرفة الحبوب باتحاد الصناعات، إن أزمة ارتفاع الأسعار التى يشهدها عدد من السلع الغذائية قد تسبب كارثة «لو تركنا الأمر بدون سيطرة»، حيث رفعت المخابز السياحية أسعار رغيف الخبز سواء الخبز البلدى أو الفينو بينما اتجه البعض لخفض وزن الرغيف، فيما رفع التجار أسعار المكرونة والأرز وعدد من السلع الغذائية الأخرى. وأضاف الوليلى، فى تصريحات ل» الشروق»، أن زيادة أسعار بعض السلع ترجع لعدة أسباب منها قيام بعض التجار ضعاف النفوس بحجب السلع عن الأسواق، بهدف زيادة أسعارها وتحقيق هامش ربح أكبر، مؤكدا أن هؤلاء التجار عندما يتم ضبطهم سيتم مصادرة البضاعة المضبوطة وسيتعرضون لعقوبات رادعة، وهو ما يجب أن يتم الحديث عنه فى جميع وسائل الإعلام. وتساءل: «كيف يصل سعر طن الأرز الشعير محليا إلى 7.5 آلاف جنيه؟ ما يساوى أقل من 500 دولار بقليل»، ولا يوجد فى العالم بأكملة طن أرز شعير يقارب هذا السعر المرتفع للغاية، كما أن مصر لديها اكتفاء ذاتى من المنتج ولا يتم تصديره للخارج، وكل الإنتاج المحلى موجه للسوق المحلية. وعن ارتفاع أسعار المكرونة شدد على أن السلعة مرتبطة بأسعار الدقيق والقمح، حيث وصل سعر الأخير إلى نحو 8 آلاف جنيه للطن، وبالتالى ارتفع سعر طن الدقيق إلى 11 و12 ألف جنيه، لترتفع أسعار المكرونة إلى 13 و14 جنيهًا بالأسواق. وفى جولة ميدانية «الشروق» بأسواق القاهرة والجيزة، أكد طه عبدالرحيم، صاحب محل بقالة بمنطقة حدائق المعادى، أن سعر كيلو المكرونة وصل إلى ما بين 12 و14 جنيه، ووصل سعر عبوة وزن 400 جرام تابعة لإحدى الشركات إلى 5 جنيهات بعدما كانت 4.25 جنيه منذ أسبوع واحد فقط، فيما بلغ سعر كيلو الأرز بين 12 و14 جنيها بعدما كان يتراوح بين 9 و11 جنيها.