أقيم اليوم الأحد ضمن فعاليات وأنشطة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ندوة كتاب "عشر نساء في واحدة" وهو من تأليف الكاتب كمال رمزي، والذي يحكي مسيرة الفنانة الراحلة هدى سلطان، والتي أدارها الناقد رامي عبد الرازق، وبحضور حفيدتها الفنانة ناهد السباعي، والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان. وبدأ الكاتب كمال رمزي كلامه عن هدى سلطان، قائلا إنها جزء من تكويننا وعاشت سبعين عاماً من التألق والفن، وأنه خلال حديثه مع المخرج داوود عبد السيد أكد أن خلال كل عصر يظهر نجم أو فنانة تصبح هي الحدث وكانت الفنانة هدى سلطان هي هذا الحدث في جيلها وما بعدها، فمنذ ظهورها وهي واضحة الأداء وكانت سيدة جاده جداً، وكان زواجها من فريد شوقي فترة تألق لها، فطموحه ليكون منتجاً شاملاً كما كان الفنان أنور وجدي كان دافعاً له لإنتاج الكثير من الأعمال الفنية التي تألقا فيها، إلا أن سفره لتركيا ولبنان في فترة زمنية تعرقل فيها الإنتاج في مصر جعل الانفصال بينهما يصل لأعلى مداه. وشاركت عزة الحسيني، مدير المهرجان المخرجة، في الندوة قائلة إن الفنانة هدى سلطان كانت أيقونة ضمن باقة من الفنانات التي تواجدت بينهم مثل فاتن حمامة وهند رستم وغيرهن، ولكن بالمقارنة مع غيرها نجد أنها علامة فارقة في هذا الجيل، وحتى عندما أدت أدوار الإغراء كانت لها شكل مختلف وأدت هذه الأدوار بعمق أكبر كثيراً من غيرها من الفنانات اللائي برعوا فيها، وأشكر الكاتب الكبير كمال رمزي الذي تحدث بكل هذا العمق والجمال عن الفنانة التي نحبها هدى سلطان في هذا الكتاب الذي نوقعه اليوم. وأضاف الكاتب كمال رمزي أن حب الجمهور للفنان يجعله يود معرفة كل شيء عنه، وكان هذا الدافع وراء البحث الدائم عن أسباب انفصالها عن فريد شوقي، وكان فيلم امرأة في الطريق هو العلامة الغارقة في تاريخها الفني والشخصي فقدمت واحد من الأدوار التي لم تتكرر أبداً حتى الآن. وقدمت الفنانة ناهد السباعي في بداية كلامها اعتذارا عن عدم حضور والدتها المنتجة ناهد فريد شوقي المهرجان لظروف خارجة عن إرادتها، وبدأت حديثها بقولها: جدتي الفنانة هدى سلطان كانت فنانة كسرت القاعدة دائماً في كل ما قدمته، فهي أحبت كل سن وكل مرحلة عمرية قدمتها. وأضافت: "كان لديها حضور في الغناء متوازي مع التمثيل فالقوة في التي ملكتها في الجانبيين كان متساو تماماً، فحتى عندما كانت تغني في الأوبرا وهي مرتدية الحجاب لم تجعلني أشعر لحظة بأنها محجبة، بعكس الكثير من الفنانات اللاتي ارتدين الحجاب، لأنها كانت صادقة تماما ومقتنعة فيما تقدمه، فعندما سألوها عن اعتزالها بعد الحجاب قالت لماذا فأنا لا أفعل شيء حرام حتى اعتزل الحجاب". وتابعت: "كانت شخصيتها في البيت هي نفسها "فاطمة تعلبه" وكانت على الرغم من شدتها وحسمها إلا أنها كانت حنونة جداً، وأتذكر أنها كانت ملازمة لي في المستشفى عندما تعرضت لحادث وكسرت ذراعي فشعرت بالمثل القائل أعز الولد.. ولد الولد". وقال الكاتب كمال رمزي إنها كانت سيدة الشفاء فلم تكن تزور أحد وهو مريض إلا ما كان يشفى، وعندنا علمت بمرض شقيقها الفنان محمد فوزي هاتفت زوجته حينها الفنانة مديحة يسري، وطلبت منها استئذانه في زيارته لأنهما كانا على خلاف في ذاك الحين. وأوضحت عزة الحسيني أن هدى سلطان كانت النموذج الحقيقي للسيدة القوية في كل ما تصنعه، فهي على الرغم من قوتها فإنها الأم والزوجة الحنونة، لذا فهي قدوة لأي سيدة في المجتمع.