جدل بين مستثمرى السياحة حول مسئولية الدولة ومنظمى الرحلات عن التكاليف التأكد من سلامة التحويلات المالية للسائحين الروس مع تنفيذ عقوبات «السويفت» من يتحمل فاتورة مد إقامة السائحين الاوكران والروس وهل هناك سقف محدد لهذه الإقامة فى حالة استمرار الحرب لفترة أطول، سؤال يطرح نفسه داخل الوسط السياحى فى مصر. يرى بعض مستثمرى السياحة أن المسئولية فى المقام الأول على الدولة المصرية باعتبارها الدولة المضيفة بما لديها من إمكانيات مالية واتصالات سياسية يمكنها التقليل من حجم مأساة هؤلاء السائحين. ومن بين الحلول المطروحة أيضا من قبل المستثمرين امكانية نقل هؤلاء السائحين على خطوط الشركة الوطنية «مصر للطيران» المتجهة إلى الدول المجاورة لأوكرانيا مثل بولندا ورمانيا وسلوفاكيا وغيرها من الدول المحيطة، خاصة أن دولة مثل بولندا أعلنت عن استعدادها لاستقبال مليون مواطن أوكرانى من بين الفارين من هذه الحرب المدمرة.. وبالفعل استقبلت حتى الآن نحو 400 الف أوكرانى. ويواجه السياح الروس مشكلة تتمثل كما يؤكد مستثمرو القطاع فى بدء تفعيل خروج البنوك الروسية من النظام المالى العالمى «سويفت» الامر الذى يصعب معه على حاملى بطاقات الائتمان «الفيزا» الروسية من التعامل المالى بالصرف والايداع فى جميع دول العالم ومن بينها مصر مما يصعب معه الوفاء بالتزاماتهم لدى المنشآت السياحية والفندقية المصرية. وأصبح من الضرورى مراعاة هذه المشكلة مع جميع منظمى الرحلات القادمة من جميع المدن الروسية بما يضمن سلامة التحويلات البنكية لجميع الرحلات قبل تنفيذها شاملة تكلفة الاقامة والسفر بالطيران. ويقوم الاتحاد المصرى للغرف السياحية برئاسة أحمد الوصيف بالتنسيق مع غرفة المنشآت الفندقية بحصر كامل لأعداد السائحين الأوكران العالقين بمصر الذين منعتهم ظروف الحرب الروسية على أوكرانيا من العودة إلى بلادهم.. وتشير الإحصائيات الأولية بأن هذه الأعداد تتراوح ما بين 15 ألفا إلى 20 ألف سائح موزعين بين شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم. ووجهت غرفة المنشآت الفندقية منشورا إلى مديرى عموم الفنادق بمدينة شرم الشيخ بضرورة التأكد من حسن استقبال السائحين الاوكرانيين العالقين وتقديم جميع المساعدات والدعم اللازم لهم، وعدم مغادرة أى سائح من الفنادق والتعامل بحرص شديد بين كل من السائحين الروس والاوكرانيين، وتتواصل جهود وزارة السياحة لطمأنة السائحين الأوكران العالقين بشرم الشيخ وإقامتهم بالفنادق حتى توافر رحلات مباشرة لبلادهم. وقال سامح عبدالمنعم مدير عام قطاع المبيعات والتسويق بفنادق باروتيل شرم الشيخ إن هناك منشورات وردت إلى الفنادق والمنتجعات السياحية بشرم الشيخ أن الدولة سوف تتحمل تكاليف إقامة الرعايا الأوكران وفقا للأسعار التى ستقوم بتحديدها على أن تكون الاقامة بالفنادق ذات الثلاث نجوم فقط.. مشيرا إلى أن ذلك يأتى فى إطار المسئولية الانسانية للدولة المصرية باعتبارها الدولة المضيفة بما لديها من إمكانيات مالية واتصالات سياسية يمكنها التقليل من حجم مأساة هؤلاء السائحين. وأضاف أن هناك العديد من إدارات العديد من الفنادق الاجنبية بشرم الشيخ وافقت على دعم ومساندة السياحة فى مصر والوقوف بجانب الدول التى بها كوارث وحروب وبصدد ذلك فقد تقرر مد إقامة ضيوف الفندق من السائحين الأوكران مجانا حتى يتسنى للسفارة الأوكرانية ومن ينوب عنها بتوفيق الأوضاع.. مؤكدا أننا قمنا باتخاذ ذلك الموقف فهو تقدير منا لمساهمة السائحين الاوكرانيين ودعمهم للسياحة فى مصر خلال الخمس سنوات السابقة إلى جانب أن هناك بعدا انسانيا نضعه دائما فى اعتبارنا مع أى جنسية يمكن أن تتعرض له من هذا الموقف بعيدا عن أى سياسة أو مكسب مادى. ولفت عبدالمنعم ان السياحة الروسية والاوكرانية هما أكبر سوقين يصدران السياحة إلى شرم الشيخ وأعدادهم ليست بقليلة فى جميع الفنادق خلال هذه الفترة حيث تتخطى نسب اشغالاتهم اكثر من 60% من اشغالات الفنادق.. متابعا أنه وفى خلال الساعات القادمة وطبقا للاوضاع الحالية ستكون هناك قرارات جديدة من إدارة المجموعة تجاه الموقف حتى يصل جميع وفودنا إلى بلادهم سالمين مرة أخرى، ونتمنى ألا يطول هذا الموقف بين البلدين مما سيكون له من آثار سلبية على السياحة فى مصر والشرق الاوسط بصفة عامة، باعتبار أن السياحة الروسية والأوكرانية حاليا هما أكبر سوقين مصدرتين للسياحة إلى مصر بالإضافة إلى بعض الاسواق الأخرى. وقال وجدى سعد عضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء إن الفنادق لن تتخلى عن العالقين الأوكران ويمكن تدبير التمويل اللازم من عدة جهات بينها صندوق لجنة الأزمات وصندوق وزارة السياحة. وأضاف سعد أنه فى أغلب الأحيان يتضمن تعاقد التسكين بين الفندق ومنظم الرحلات بندا للتعامل فى حالة الأزمات والكوارث الطبيعية ويتم الاتفاق خلاله على نسبة تحمل كل طرف فى كل حالة.. مشيرا إلى أن الأزمة الحالية ليست التسكين ولكن أزمة «السويفت» أو نظام تبادل الدولار الأمريكى والذى قررت الولاياتالمتحدة حذف روسيا منه رغم أن منظمى الرحلات يتعاملون مع الفنادق المصرية بالفيزا كارد والتى ستتعطل عن الدفع بالدولار ما يعتبر أزمة حقيقية تواجه الفنادق. وأشار إلى أنه عند التواصل مع منظم الرحلات الروسى والأوكرانى بشأن المستحقات السابقة «الرحلات بالآجل» يقول المنظم إنه تم إيقاف جميع التعاملات المالية لحين استقرار الأوضاع واتضاح الرؤية.. موضحا أنه للفنادق مستحقات تتعلق بشهرى يناير وفبراير ولم تتحصل عليها حتى الآن وعلى الرغم من عدم وجود معضلة فى رد الأموال لكن منظمى الرحلات يبالغون فى مخاوفهم فيرفضون سداد الأموال حتى وإن كان بعضهم من أساس تركى وليس روسا وذلك علما بأن أى فاتورة يتم إصدارها تظهر لدى وزارة المالية وتطبق عليها ضريبة القيمة المضافة، لذا فالفنادق سددت ضريبة على أموال لم تتحصل عليها من الأساس. وأكد سعد أن شركات السياحة يفترض أنها تسدد تأمين لدى وزارة السياحة لمثل هذه الحالات ولكن الفنادق المصرية ليست لديها أزمة تستدعى الشكوى بل هى ترحب بالسائحين العالقين فى بلدهم الثانى.. لافتا إلى أنه جار بحث كيفية تلبية الاحتياجات الأساسية للسائحين العالقين من علاج ورعاية طبية وخلافه، خاصة وأن بعضهم لم يعد يملك أموالا وهو جانب إنسانى تراعيه الفنادق المصرية. ويقوم الاتحاد المصرى للغرف السياحية برئاسة أحمد الوصيف بالتنسيق مع غرفة المنشآت الفندقية بحصر كامل لأعداد السائحين الأوكران العالقين بمصر الذين منعتهم ظروف الحرب الروسية على أوكرانيا من العودة إلى بلادهم.. وتشير الإحصائيات الأولية بأن هذه الأعداد تتراوح ما بين 15 ألفا إلى 20 ألف سائح موزعين بين شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم.