إذاعة 20 مينيت: روسياوأوكرانيا الركيزة الأساسية لسلة الغذاء العالمي حذرت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية، من تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على سوق الحبوب، إذ تعتبر روسياوأوكرانيا من أكبر مصدري الحبوب في العالم، فهما الركيزة الأساسية لسلة الغذاء العالمي، كما أن سعر الحبوب في العالم قد ارتفع بالفعل منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية. وأدت الحرب بين روسياوأوكرانيا إلى ارتفاع حاد في الأسعار العالمية لمعظم الحبوب؛ إذ تعد الدولتان من بين أكبر المصدرين على هذا الكوكب، ولن يكون الصراع بدون عواقب على سوق الغذاء العالمي. ووفقا للإذاعة الفرنسية، "لا ينبغي لفرنسا، التي تعتمد على نفسها من حيث القمح، أن تعاني من العواقب أكثر من اللازم". من جانبه، قال سيباستيان أبيس، المدير الإداري لClub Demeter، وهي مؤسسة فكرية متخصصة في الجغرافيا السياسية الزراعية: "الجميع يذكر العواقب المترتبة على الغاز أو النفط، ولكن لا ينبغي الاستهانة ببعد الغذاء الزراعي لهذه الحرب". وتابع: "الصراع بين موسكو وكييف اللذان يمثلان أول وخامس مصدر للقمح في العالم، ويزن ما يقرب من 30% من مبيعات الكوكب، يؤدي إلى أزمة غذاء عالمية لا محالة". وأوضح أن تلك الأزمة أعقبتها بالفعل ارتفاع في أسعار القمح، التي بلغت ذروتها عند 340 يورو للطن خلال نهار الخميس، قبل أن تستقر عند نحو 315 يورو في نهاية الجلسة. مستوى أعلى من الرقم القياسي القديم، 300 يورو للطن، في نوفمبر 2021. ووفقاً لخبير الاقتصادي الفرنسي، يؤثر الصراع أيضًا على العديد من الحبوب الأخرى، حيث تؤثر أوكرانيا في الصادرات العالمية على 20% من الذرة، و20% من بذور اللفت، و50% من عباد الشمس. من بين نتائح الصراع أيضا، عدم استقرار الأسعار، إذ أضاف باولين باسكوت، المؤسس المشارك لشركة Agriconomie: "يدور الصراع في أكثر المناطق الزراعية إنتاجية في أوكرانيا، وقد استولت روسيا بالفعل على العديد من الموانئ. المحاصيل الأوكرانية وفيرة بشكل خاص هذا العام، لكن هل يقبل الروس بيعها؟". بدوره، قال رئيس أكاديمية الزراعة في فرنسا، جان جاك هيرفيه: "يمكن أن تصبح مشكلة حقيقية على المستوى العالمي"، مضيفاً: "تعتمد العديد من الدول على القمح الروسي، وأيضًا على الذرة الأوكرانية أو عباد الشمس، وإذا وصلت أسعار القمح إلى 500 أو 600 يورو، لن يتمكن الجميع من إعالة أنفسهم". وعلى الجانب الفرنسي، يجب أن تظل أسعار المنتجات مستقرة نسبيًا ولن يتكلف الرغيف الفرنسي 3.50 يورو. وأضاف المؤسس المشارك لشركة Agriconomie، باولين باسكوت: "تُعد فرنسا المنتج الأول والمصدر الأول للقمح في الاتحاد الأوروبي، وتذهب 50% من حبوبها إلى الخارج". وقال: "من ناحية أخرى، يؤثر سعر القمح على جميع أنواع الحبوب الأخرى، وهو خبر سيئ لمزارعي القمح الفرنسيين؛ لأن بروتين الصويا، الذي يستخدم على نطاق واسع لتغذية الحيوانات، يخاطر بزيادة أسعاره، يضاف إلى ذلك التضخمات الحقيقية جدًا للذرة أو عباد الشمس الأوكرانية، التي تُستخدم بشدة مرة أخرى لاستهلاك حيواناتنا الفرنسية". وتابع: "الأسوأ من ذلك، أن الأسمدة تعتمد كثيرًا على سعر الغاز، الذي كان يتزايد باستمرار منذ الأزمة الأوكرانية"، وأضاف: "لقد انتقل طن من الأسمدة سريعًا من 150 إلى 600 يورو"، لافتا إلى أن ذلك يكفي لضرب الاقتصاد بقوة. كما حذر سيباستيان أبيس من أن "الوضع يمكن أن يصبح متوترا بالنسبة لبعض البلدان مثل المغرب، المستورد والضحية لجفاف تاريخي في المحاصيل". وتابع: "يجب ألا نخطئ بشأن من هم الضحايا الرئيسيون. حتى فيما يتعلق بالأمن الغذائي، فإن الأوكران هم أكثر من سيعاني من عواقب هذا الصراع".