كثيرا ما تستقبل طوارئ المستشفيات مرضى شكواهم ألم شديد فى الصدر فيسارع الأطباء بإجراء كل الفحوصات الطبية المعروفة لتشخيص ألم الذبحة الصدرية أو جلطة الشرايين التاجية من رسم للقلب أو تقدير لنسبة الإنزيمات المتعلقة بحدوث الجلطة لكن النتيجة سرعان ما تسفر عن أن القلب لا يعانى أى متاعب وأن السبب بعيد تماما عنه. الأسباب الأخرى التى يبدأ الأطباء فى البحث عنها بعد استبعاد أهم سبب لألم الصدر: الذبحة الصدرية أو جلطة الشرايين التاجية. أهم تلك الأسباب قد تعود للمرىء أو العضلات، أما السبب الثالث فيمكن فى الاضطراب النفسى. كيف للمرىء أن يحدث ألمًا يشابه جلطة القلب؟ حرقة الفؤاد أو ارتجاع الحامض المعدى إلى المرىء يسبب ألما قاسيا قد يخطئه الإنسان فيتصور أنه ألم ناتج عن جلطة فى الشريان التاجى، ملامسة الحامض القوى لخلايا المرىء التى تفتقد الخلايا الحامية للمعدة ينشأ عنه ذلك الألم. الانتباه لتوقيت الألم قد يزيل الغموض واللبس فالمعروف أن ألم الارتجاع عادة ما يحدث أثر وجبة ثقيلة أو بعد الانتهاء من الطعام، حينما يلجأ الإنسان مباشرة إلى الاستلقاء بغرض النوم أو الراحة. تناول أطعمة أو مشروبات أيضا قد يحدث ذات الأثر مثل الشيكولاتة والشاى والقهوة. ألم الارتجاع قد ينحسر عند تناول مضادات الحموضة التقليدية لكن تكرار النوبات يستدعى العرض على طبيب لأمراض الجهاز الهضمى الذى يراجع الأمر، ويتأكد من التشخيص مستخدما أى من الوسائل: تصوير المرىء بعد وأثناء تناول جرعة من الباريوم، تقدير نسبة الحامض فى المرىء باستخدام المنظار، فإذا تأكد من التشخيص كان العلاج بتناول أقراص مثل «تاجرت» أو «الزنتاك» أو «برلوسك» الذى يثبط إنتاج الحامض المعدى. يمكن للمرىء أيضا أن يتسبب فى ألم مشابه لألم جلطة الشريان التاجى إذا ما حدث خلل فى انقباض مفاجئ فى عضلاته، الأمر الذى يخل بذلك التناغم فى حركة المعدة والمرىء، الأمر الذى يتسبب فى إعادة الطعام مرة أخرى من المعدة للمرىء. استخدام منظار المعدة والمريء يمكنه بالطبع التفرقة بين الحالتين عند تأكيد التشخيص الذى بالفعل يبدو بعيدا عن شرايين القلب. أزمة قلبية أم أزمة نفسية؟ نوبات الذعر التى قد يتعرض لها الإنسان Panic attack يمكنها أن تماثل ألم الصدر الذى يعانيه الإنسان المصاب بالذبحة الصدرية أو جلطة الشريان التاجى. ألم الصدر قد يرافقه نوبة تعرق مع ازدياد ضربات القلب والشعور بالإعياء، الأمر الذى يزيد من قلق الإنسان وبالتالى تزداد الأعراض قسوة. نوبات الذعر قد تحدث للبعض ممن يتعرضون لنوبات قلق متكررة أو يقعون تحت ضغوط عصية قاسية. هناك أيضا بعض الملابسات التى تحفز نوبات الذعر لدى البعض مثل تناول بعض أدوية البرد أيضا حين محاولة التوقف عن التدخين أو التوقف عن تناول المشروبات التى يدخل فى تركيبها الكافيين. استخدام وسائل التشخيص المختلفة لاستبعاد جلطة الشرايين والتقييم النفسى للإنسان يساعد على اكتشاف حقيقة نوبات الذعر وبالتالى علاجها. قد يتطلب الأمر بعضا من جلسات مع طبيب للأمراض العصبية والنفسية والذى يمكنه النصح ببعض تمارين ضبط النفس وتمارين الاسترخاء الذهنى أو العلاج بالأدوية وفقا لحدة الأمر. الأدوية المهدئة ومضادات القلق ومضادات الاكتئاب وفقا للتشخيص النهائى يمكنها أن تحقق نتائج طيبة. ألم العضلات قد ينشأ عنه ألم فى الصدر أو التهاب بعض الشرايين الصغيرة أيضا. الانزلاق الغضروفى لفقرات الرقبة أيضا قد تسبب آلاما فى الصدر. يختلف العلاج فى تلك الأحوال ليوصف للمريض الأدوية المكافحة للألم والتى تتسبب فى ارتخاء العضلات ومضادات الالتهاب. بعض حالات الرئة كالتهاب الغشاء البلورى أو ارتفاع ضغط الشريان الرئوى أو انهيار الرئة بعد إصابتها بالالتهاب الرئوى. كلها حالات ينشأ عنها ألم بالصدر لكن يمكن تمييزه بالبحث عن سبب حقيقى. فى الغالب عند اكتشاف السبب فى ألم الصدر الناشئ عن سبب لا علاقة له بالقلب فإن العلاج ميسور والتعافى سريع أما إذا كان الأمر بالفعل متعلق بالقلب فإن هناك أعراضا أخرى تشير إليه بقوة مثل التعرق الشديد والألم فى منتصف الصدر وقد ينتشر خاصة فى الكتف والذراع اليسزى فى أغلب الأحوال. ربما يصاحب ذلك شعور بالغثيان وقىء. سرعة الانتقال إلى المستشفى يضمن بالطبع سرعة التشخيص الأمر الذى يبدو بالفعل هاما فى سرعة التدخل والعلاج الفعال فى مواجهة حدوث مضاعفات خطيرة.