بدأت يوم الأربعاء وقائع محاكمة النائب الهولندي اليميني ، جيرت فيلدرز ، الذي عرف عالميا بعد إنتاجه فيلم (فتنة) المناهض للإسلام ، بتهمة تكدير السلم العام. وتجمع أمام المحكمة في العاصمة أمستردام نحو 200 شخص من أنصار فيلدرز للتظاهر ضد المحاكمة. ورفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها: "حريتنا يتم ذبحها بطريقة شعائرية". وتم تشديد إجراءات الحماية في مبنى المحكمة تحسبا لوقوع هجمات ، حيث تم تفتيش قاعات المحكمة بمساعدة كلاب بوليسية متخصصة في الكشف عن المواد المتفجرة. تجدر الإشارة إلى أن فيلدرز تلقى تهديدات بالقتل أكثر من مرة. ويتهم الادعاء العام فيلدرز -46 عاما- مؤسس ورئيس حزب الحرية اليميني ، بإهانة المسلمين بصفتهم فئة من الشعب الهولندي والتحريض على كراهية أتباع الإسلام. وفي حال إدانته يواجه السياسي ، الذي يحظى بشعبية في قطاعات عريضة بين الشعب الهولندي ، عقوبة السجن لمدة 16 شهرا كحد أقصى وغرامة تصل إلى 10 آلاف يورو. وفي رد فعله على إجراءات المحاكمة قال فيلدرز مساء الثلاثاء أمام جمع من المراسلين :"أنا على يقين أنني سأحصل على البراءة" مشيرا إلى أنه "مفعم بروح الكفاح". وأضاف فيلدرز: "في الواقع لم أرتكب شيئا سيئا" قائلا إنه استخدم حقه الأساسي في التعبير عن رأيه. وكان فيلدرز اتهم في تصريحات سابقة القضاء الهولندي بأنه يجري "محاكمة استعراضية سياسية" ضده. ومن المقرر أن تدور الجلسة اليوم حول تفاصيل تنظيمية لإجراءات المحاكمة واستدعاء الشهود والخبراء ، في حين لن تبدأ المحاكمة الرئيسية المتعلقة بالنقاط المحورية للدعوى إلا عقب الانتخابات المحلية في هولندا ، والمقررة في الثالث من مارس المقبل. ويرغب فيلدرز في أن يتم استجواب خبراء في الدين الإسلامي على وجه الخصوص أمام المحكمة ، ليؤكدوا تصريحاته حول المخاطر الإرهابية التي يزعم أنها تنبثق من الإسلام. وتستند الدعوى ضد فيلدرز إلى خطب ومقابلات له ، بالإضافة إلى الفيلم القصير (فتنة) الذي أنتجه ونشره على الإنترنت عام 2008 .