تصدرت وقائع "العنف الزوجي" المشهد المصري مؤخرا، حيث أبرزت عناوين الصحف خلال الأيام القليلة الماضية حادثة اعتداء عريس على زوجته بفستان الزفاف في وضح النهار وأمام المارة بالإسماعيلية. واستنكرت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، الواقعة، موجهة رسالة للعروس، بأن "الصلح مع الزوج العدواني لن يمنع الاعتداء عليها مرة أخرى مستقبلا"، لافتة إلى أن غياب التربية والاحترام والمروءة تعتبر بداية انهيار الأسرة. وتتعرض بعض الزوجات للعنف المنزلي على يد أزواجهن، حتى أن ما يزيد على 50% من حالات الطلاق في مصر، وقعت بسبب الإيذاء الجسدي ضد الزوجات، وذلك بحسب تصريحات سابقة ل"الشروق" من النائبة البرلمانية أمل سلامة. • شخصية الزوج العدواني قد تكون انفجارية وليست سيكوباتية قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن التحليل النفسي لأفعال الزوج العدواني قد يكون لأنه ذو شخصية "انفجارية اندفاعية لحظية" وليست سيكوباتية. وأضاف، في تصريحات خاصة ل"الشروق"، أن سمات الشخصية الانفجارية هي الندم على التصرف العنيف (الضرب) بعد القيام به بتسرع ودون تفكير. وأوضح أن الشخص الانفجاري يختلف عن السيكوباتي، فالأول يعتذر على فعله المتسرع ويشعر بالذنب ويقدم المبررات التي دفعته لذلك، أما الثاني فلا يعتذر أبدا على فعلته ولا يشعر بالذنب. • علاج الشخص الانفجاري أشار فرويز إلى أن بعض الأزواج المصابين بالشخصية الانفجارية يأتوا إليه برفقه زوجاتهم لتلقي العلاج، وفي حال لم يكن يتناول المخدرات، يكون سبب ذلك جينات وراثية تمثل من 20 إلى 30% من الأسباب، أو خبرات حياتية بنفس النسبة، أو التربية غير السليمة التي يعول عليها النسبة الأكبر المؤدية للشخصية الانفجارية. وأشار إلى أن السيكوباتي ليس له علاج، وأن الشخصية الانفجارية لها علاج يبدأ بتحديد المشكلة أولا، ثم دراسة الأسباب المرضية إذا وجدت، كالاكتئاب، وفي حالة لم يكن الشخص "الانفجاري" مصابا بأي أمراض عضوية، يبدأ تلقي جلسات العلاج النفسي وبعض الأدوية للتهدئة. ولفت إلى أن أغلب مشكلات ضرب الزوجات تكون بسبب تناول الأزواج للمخدرات في المرتبة الأولى، ثم الأمراض النفسية في المرتبة الثانية، ثم اضطرابات بالشخصية في المرتبة الثالثة. وأضاف أن السيدات اللاتي يأتين إليه يشكين من ضرب الزوج، بعضهن لا يستطعن طلب الطلاق بسبب عدم تقبل الأهل أو عدم ترحيبهم بها أو وفاتهم أو عدم امتلاك مأوى غير محل سكن زوجها، أو بسبب قوة أسرة الزوج مقابل أسرتها في بعض الأحيان. • الضرب بين الثقافة والمشكلات النفسية من جانبه، يرى الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن كثير من الرجال تربوا على ثقافة العنف منذ الصغر نتيجة الضرب من المعلمين أو الآباء، أو مشاهدتهم لممارسات العنف في المنزل أو من خلال الألعاب الإلكترونية. وأضاف، في تصريحات ل"الشروق"، أن العنف الجسدي سببه عدم إدراك الرجل للزواج بالشكل الصحيح؛ نتيجة الفهم الخاطيء لأحكام الدين والاعتقاد بأنه يبيح ضرب الزوجة، بالإضافة إلى أنماط التنشئة الاجتماعية التي تعتبر الضرب من سمات الرجولة. ولفت إلى أنه استخدام العنف الجسدي يزيد في حالة إذا كان الرجل مدخنا وسريع الاستثارة، أو لديه اضطرابات نفسية مثل الشخصية السادية، أو ذو مستوى تعليمي منخفض ويشعر بالنقص أو الدونية تجاه زوجته، أو لديه عقد نفسية مثل كراهية النساء أو النرجسية المفرطة. • مراحل الضرب وأوضح أن الضرب له مراحل، الأولى "استباقية" يطلق فيها الزوج الشتائم والسباب لزوجته ويهشم بعض الأشياء في المنزل، والثانية تعتبر "بداية الضرب" وهي دفع الزوجة أو محاولة التقييد الجسدي، والثالثة هي "العنف المتوسط" بتوجيه صفعات على الوجه وضربات للجسد، والأخيرة هي "الضرب الحاد"، وتصل للخنق والضرب المبرح باستخدام وسائل، وهو ما يسبب الوفاة، وتزداد تبعات الضرب وآثاره النفسية كلما وقع في مراحل مبكرة من الحياة الزوجية.