كاتب إسرائيلى: هيكل كان وطنيا شرسا ولا يغريه المال ولا يمكن ابتزازه كشف الكاتب الصحفى الإسرائيلى أمير أورين، أمس، عن محاولة فاشلة لجهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد» تجنيد الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل خلال ستينيات القرن الماضى، وإقناعه بلقاء مسئولين إسرائيليين أو حتى زيارة إسرائيل. وقال أورين فى مقال مطول نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الثقافة الشعبية الإسرائيلية أعادت إحياء ذكرى الصحفى المصرى الذى كان من أشد المعارضين لإسرائيل عن طريق تجسيده كبطل رئيسى فى فيلم جديد يحمل اسم «صورة النصر» تدور أحداثه فى حرب عام 1948، وإن لم يذكر الفيلم صراحة أن تلك الشخصية لهيكل. وأوضح أورين أن الموساد حاول فهم «هيكل» المقرب جدا من الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر، مشيرا إلى أن هذا يتضح من الملفات الاستخباراتية السرية، فى الأرشيف الإسرائيلى، التى تم رفع السرية عنها قبل أسابيع فقط، كاشفا عن أن الموساد وضع عملية مفصلة حول هيكل، لإقناعه بالاجتماع مع (مسئولين) إسرائيليين، أو حتى زيارة إسرائيل». ونوه أورين إلى أن ملف هيكل (فى وثائق الاستخبارات الإسرائيلية)، الذى يغطى الفترة من 1959 إلى 1960 لم يذكر الهدف النهائى من تلك الجهود، لكن ربما يكون الهدف هو تجنيده أو استخدامه للتأثير على سياسة القاهرة تجاه إسرائيل، أو على الأقل لتغيير مسار الرأى العام المعادى لتل أبيب. واستدرك أورين قائلا أنه «عند استعراض كتابات هيكل ومحاضراته، من الصعب تصديق أن تحويله إلى عميل استخبارات لصالح إسرائيل كان مطروحا على الإطلاق». وتابع: «لقد كان (هيكل) وطنيا شرسا، مستاء من قوة إسرائيل المتنامية ولم يكن من النوع الذى يغريه المال، ولا شىء فى حياته يوحى بإمكانية ابتزازه للتعاون مع الموساد». وأشار الكاتب الإسرائيلى إلى أن ضباط الموساد كانوا يرمزون لهيكل باسم حركى وهو «عوزى». وذكر الصحفى الإسرائيلى أن الموساد فكر بعدة طرق للوصول لهيكل، بينها الصحفى الأمريكى روبرت سانت جون، وكاتب إيطالى يهودى يكتب لصحيفة «لوموند» الفرنسية عرض مساعيه للوصول إلى صديقه هيكل، وأكاديمى أمريكى فى كاليفورنيا، اقترح تمرير رسائله إلى هيكل فى القاهرة باستخدام الحقيبة الدبلوماسية الأمريكية، وهو ما أوثق حماسة الإسرائيليين تجاهه، لأن ذلك يعنى إشراف وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وكشف أورين أن الموساد أراد أن يتواصل جون أو الأكاديمى الأمريكى مع هيكل فى نيويورك على هامش زيارته مع الرئيس عبدالناصر للأمم المتحدة، لكن هيكل غادر نيويورك قبل أن يتمكن أى منهما من الوصول إليه. وسرد الصحفى الإسرائيلى خطة بديلة لمقابلة هيكل ألا وهى أن يلتقى سانت جون، هيكل، ثم عضو بعثة إسرائيل بالأمم المتحدة، ومن ثم لقاء عضو أعلى رتبة فى حكومة بن جوريون، وأن المسئول الإسرائيلى الكبير هو موشيه دايان.