عمرو العادلي: خميس لم تقع في فخ الترهل ولايوجد تطويل في نصوصها طارق إمام: "مساكن الأمريكان" بها كتابة جميلة وقرأتها أكثر من مرة نظمت مكتبة البلد، أمس الأحد، حفلا لتوقيع ومناقشة رواية "مساكن الأمريكان" للكاتبة هبة خميس، الصادرة مؤخرا عن دار الشروق للنشر، وسط حضور مجموعة كبيرة من رموز العمل الأدبي والثقافي. وقالت الكاتبة هبة خميس: شرعت في الكتابة عن محافظة الإسكندرية كما أعرفها، وأعتبر دوما أن المدن هي عبارة عن رؤية البشر اللذين يعيشون فيها وتصوراتهم عنها، وأرى أن تلك رؤية خاصة بي، وأتمنة أن يعجب القراء بالزاوية التي أنظر بها لمسألة "المكان" في الرواية. وتطرقت بعدها لمكانة القصة القصيرة لديها قائل: لم أكن أكتبها بشكل اعتباطي، أنا أحب القصة القصيرة وإتاحتها لي التعبير عن نفسي في تلك المساحة القصيرة، كيف يمكن توصيل كل هذا القدر من المشاعر في أقل من صفحة، أردت أن أبوح بالكثير دون كتابته، هذا هو منظوري للاستفادة من القصة القصيرة، لأنني أتعامل مع "البراح" في المساحات بحذر شديد. واصلت بعدها: منذ سنوات وأنا أكتب القصة القصيرة، وتظل جزئية التكثيف والاقتصاد في المساحات هي أكثر مايجذبني للتعبير في قالب القصة القصيرة، حتى أنني أكتب الرواية وأشعر بتأثير القصة القصيرة. وبخصوص بعد "المكان" في الرواية، قالت: كنت أتحرك في الأماكن التي حاولت الكتابة عنها وتحدثت مع البائعين وتلاقيت مع طبقات عديدة، تشبعت بالمكان قبل الكتابة عن مرحلة التسعينات، طلبت من الناس على مواقع التواصل مشاركتي زيارتهم القديمة وصور ذكرياتهم وقمت بمطابقة تلك الشهادات وإضافتها لاستكمال الناقص من ذاكرتي، فقد كنت طفلة في التسعينات، وهو ماشكل فارقا كبيرا لي على مستوى المكان. وبسؤالها عن أن نجيب محفوظ لم يكن يكتب عن بيئة إلا حينما يكون منغمسا بداخلها تماما، قالت: بالنسبة إلى مساكن الأمريكان كانت على بعد 5 دقائق من منزلي في الأسكندرية، لم أكن بعيدة عن المكان، أمر على المكان بشكل يومي، أعرف تفاصيله وماضيه، ولا أخفي أنني تأثرت حينما لم يعد الكورنيش القديم موجودا، تم محو جزء من ذكرياتي حينما تم إزالته. وكررت بعدها الكاتبة: كنت أهتم للغاية بوضع "نهاية ملائمة" لكل فصل، لم استطيع التنازل عن ذلك، وهي عادة تم ترسيخها في من خلال اهتمامي في السابق بالقصة القصيرة. فيما قال الكاتب والروائي عمرو العادلي: تتبعت مشوار الكاتبة هبة خميس منذ بدايته وكان ذلك منذ العمل الأول لها، ويمكنني الآن القول أن أعمالها تعلق في الذهن فورا، أدركنا مبكرا انها كاتبة حقيقية، لها أسلوبها ممتع، ولاتخضع للتنصيفات فيصعب تصنيف كتابتها سواء أنها نسوية أم لا وهكذا، رغم أنني أعرفها منذ 10 سنوات. واصل العادلي بعدها، أن الكاتبة هبة خميس لم تقع في فخ الترهل، لايوجد في نصها أي تطويل، وأنه من خلال عملها "مساكن الأمريكان"، اكتسبنا فضيلة النظرة المختلفة للطبقات المختلفة التي تعبر عن البلاد، من واقع تقديم نظرة مغايرة عنهم، وتوصلت إلى قناعة بأن حال البلد سياسيا واجتماعيا ونفسيا لايختلف عن حال من يعيشون فيها، وأن العمل يجبرنا على أن نعيد تصوراتنا عن بلادنا بشكل بغيد عن الصورة النمطية والرومانسية التي رسخناها عن الأمور. و قال الكاتب الروائي طارق إمام: عشت لحظات عديدة في قراءة تلك الرواية، قرأتها أكثر من مرة، اللافت بشدة فيها أن كتاب كبار بحجم إبراهيم أصلان الذب كان حاضرا، وخيري شلبي أيضا، رغم الفوارق الكبرى بينهما، وأعتبر أن الكاتب كما قال بورخيس أن الكاتب يصنع أسلافه، وأن الكتابة الجميلة أحد رهانتها القدرة على أنها تحيلك لكتابات جميلة أخرى، لست مستغربا مما قامت به هبة، خاصة وأن طبيعة الراوي لافتة للغاية في تلك الرواية. لترد الكاتبة هبة الخميسي: سعيدة للغاية برأي طارق إمام وشهد العديد من التساؤلات ومراحل القلق بتلك الرواية، كان داعم لفكرة الكتابة في حد ذاتها، أتذكر مع آراءه كواليس الرواية ومدى قلقي قبل اكتمالها.