نظمت دار الشروق، أمسية ثقافية لمناقشة وإطلاق رواية "مساكن الأمريكان، أحدث المؤلفات الأدبية للكاتبة والقاصة هبة خميس، وذلك اليوم الخميس، بمبنى قنصلية في وسط البلد، بحضور نخبة من الكُتاب والمثقفين والقراء. أدار اللقاء المستشار الثقافي عماد العادلي. وقالت هبة خميس إن، رواية" مساكن الأمريكان" جاءت بعد فترة طويلة من البحث حول فترة التسعينات، وما حدث من تحولات في مدينة الإسكندرية خلال تلك الحقبة، وأنها بحثت في الكتب وأرشيف الصحف ومواقع الإنترنت للعثور على ما يوثق للإسكندرية في ذلك الوقت الذي تدور فيه أحداث الرواية لكنها وجدت صعوبة كبيرة في إيجاد مادة أرشيفية توثق للمدينة وما كانت عليه حينها. وأضافت أن الرواية عن الإسكندرية الحقيقية التي لا يعرفها الكثيرون، وأنها أعتمدت في بحثها على رحلات ميدانية، أجرت خلالها لقاءات حوارية مع الناس، واستعانت بما هو موجود في ذاكرتهم وما يحتفظون به من صور لديهم، بالإضافة إلى مشاهدتها للأعمال الدرامية التي تتناول تلك الفترة التاريخية، وأن ذلك كان بمثابة لعبة "البازل"، تحاول من خلال جمع القطع المتاحة صنع صورة مكتملة توضح ملامح المدينة قبل البدء في رسمها على صفحات الرواية. هبة خميس أبدت دهشتها من عدم وجود مادة أرشيفية تؤرخ للإسكندية في تلك الحقبة التاريخية القريبة، وأرجعت ذلك إلى غياب التكنولوجيا الموجودة حاليًا متمثلة في وجود هواتف محمولة تسجل وتؤرخ لكل شيء ببساطة. وأختتمت حديثها بأنها سعيدة بصدور الرواية التي تأتي بعد سنوات عديدة من الابتعاد عن الكتابة الأدبية. ومن جانبه قال عماد العادلي إن الكاتبة هبة خميس، استطاعت بموهبة ومهارة فريدة أن تقدم وجه أخر لا نعرفه عن مدينة الإسكندرية، وأنها وثقت وأرخت في "مساكن الأمريكان"، لجانب غامض في تاريخنا الحديث لم نشاهده فى الصور أو الكتب أو الأعمال الدرامية والفنية المختلفة، وهو ما يشير إلى جهدها الكبير في رحلة بحثية شاقة للكتابة حول أمكنة وبيئة وشخصيات مختلفة تقدمها ونتعرف عليها في ثنايا الحكاية. وأشاد العادلي خلال كلمته بموهبة هبة خميس، وأن مؤلفاتها تستحق الجوائز التي فازت بها من كبرى وأهم الجوائز العربية، وأنه يتوقع أن تنال "مساكن الأمريكان" الصادرة عن دار الشروق، جائزة أخرى لأنها تستحق أن تُوضع على قوائم الجوائز القادمة للرواية العربية، بخاصة أنها تحفل بالكثير من المعلومات التي تجعلها رواية عن "سيرة التحولات" شارك بحضور الأمسية عدد من الكُتاب والمثقفين ومحبي مؤلفات هبة خميس من بينهم: الروائي والقاص طارق إمام، الروائية رشا سنبل، الكاتبة الصحفية نانسي حبيب، الكاتب أسامة عرابي، الكاتبة هدى أبو زيد، وهبة حافظ مدير الفعاليات بمنصة أقرألي، وغيرهم. انطلاقًا من حقيقة أن الإسكندرية ليست مدينة واحدة، بل أكثر من مدينة. واتكاءً على صورتها في التسعينيات قبل أن يطالها هدم الكبائن وإزالة الكازينوهات وتوسعة شارع الكورنيش. تحكي «مساكن الأمريكان» عن انسجام أهل المدينة مع صورتها القديمة، وانفعالاتهم بصورتها الجديدة، ومحاولات تأقلمهم مع الفجوة التي خلَّفها الزمن بين الصورتيْن. الرواية عن الإسكندرية الحقيقية التي لا يعرفها الكثيرون، الوجه الآخر للمدينة توثيقًا للتفاصيل الحية لمناطقها الداخلية. كما ترصد مرحلة تغيُّر المكان في تلك الفترة بالتوازي مع التغيُّر الذي حدث لسكانه. هبة خميس؛ كاتبة مصرية من مواليد الإسكندرية عام 1987، صدرت لها مجموعتان قصصيتان؛ «نافذة تطلّ على ميدان» عام 2011، وحصلت على المركز الأول في مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة «دورة نجيب محفوظ»، و«زار» عام2017، وحصلت على جائزة ساويرس الثقافية عام 2019. تعمل هبة خميس حاليًا محرِّرة في موقع «مصراوي»، ونُشر لها عدد من القصص والمقالات في العديد من الجرائد والمجلات الورقية والإلكتروني.