العدالة الاجتماعية في مصر الفرعونية كانت واجبًا مقدسًا، حيث كان القدماء المصريون أول من عرفوا قيم المساواة والعدالة الاجتماعية قبل آلاف السنين، وكان للعدالة آلهة تُعبد، وقضاة مكلفين بتحقيق العدل على الأرض بين البشر. وفي ضوء ذلك، ترصد "الشروق" كيف قدس المصريون القدماء العدالة. - كانت "ماعت" معبودة الحق والعدل والنظام في الكون، تمثل بهيئة سيدة تعلو رأسها ريشة النعام رمز العدالة، ممسكة مفتاح الحياة "العنخ"، وتمسك في يدها الأخرى صولجان الحكم. - كان يرمز لمعبودة الحق والعدل ب"الريشة"، وكان النظام الأخلاقي الديني يأتي من تعاليم "ماعت" وحضورها الدائم في توازن العالم الأخلاقي. - حرص القدماء المصريون على الالتزام بمبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة بين البشر، وأشار إلى ذلك عدد من النقوش والرسوم الأثرية القديمة، ومنها نقش على جدران معبد الملك سيتي الأول في منطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج في صعيد مصر. - كان يظهر من خلال النقوش، الملك سيتي الأول، وهو يقدم رمز العدالة للربة "ماعت"، ليؤكد لها أنه حقق العدالة بين جموع الشعب وطوائفه، وأنه ملتزم بمبدأ العدالة والمساواة الذي تمثله على الأرض المعبودة "ماعت". - كما أن أدب الحكمة في مصر القديمة يفيض بنصوص العدل وواجبات القاضي العادل الذي يجب عليه أن "يرفض الهدايا ولا يقبل الضغط وألا يكون بالغ القسوة". - كما أن الملك في مصر القديمة كان مسؤولا عن تحقيق العدالة وإنهاء الخلافات بين الشعب؛ لذلك أسس حكام مصر أول نظام للشؤون الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق العدل والمساواة بين المواطنين. ويحتفل العالم في 20 فبراير من كل عام، باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، وقد أقرت الأممالمتحدة الاحتفال بيوم العدالة الاجتماعية، من أجل تحقيقها كمبدأ أساسي من مبادئ التعايش السلمي داخل الأمم.