لازالت الأزمة الأوكرانية تحتمل السيناريوهات كافة؛ فحشد روسيا لآلاف من قواتها على الحدود مع أوكرانيا، وتحذير أمريكا وأوروبا برد قاس ستناله على روسيا حال تقدمت القوات للغزو. كذلك تصريح رئيس الأركان الأوكراني الفريق فاليري زالوجني، الذي قال فيه "أهلا بكم في الجحيم"، مؤكدا أن "420 ألف جندي أوكراني، بما فيهم القادة، مستعدون للموت"، وذلك وفقا لما نشرته سكاي نيوز. وتقول الولاياتالمتحدة إنه تم حشد 130 ألف جندي في الأراضي الروسية بالقرب من الحدود، مما يعني أن الحشد يجري على ثلاثة جوانب لأوكرانيا. وفي الأيام الأخيرة قال مسؤولون أمريكيون كبار إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى احتمال أن تكون روسيا تخطط لغزو أوكرانيا "في أي وقت" بما في ذلك قبل انتهاء الأولمبياد الشتوية في 20 فبراير الحالي. غير أن روسيا تنفي ذلك. ومع نفي الرئيس بوتين لنية الغزو وتأكيد أن التعزيز العسكري هدفه تأمين بلاده، كذلك دعوة بايدن المتكررة للوصول لحل دبلوماسي يجنب الجميع العنف، والذي دعمته التحركات الأوربية كان آخرها زيارة الرئيس الفرنسي لموسكو. لايزال بالإمكان التوصل إلى حل دبلوماسي لوقف هذا التوتر. وتستعرض الشروق، أزمات وتوترات بين روسيا والغرب ولم تفضي إلى حرب مفتوحة بين الجانبين. ضم القرم من أبرز الأزمات التي عمقت فجوة العلاقات بين الغرب الأوربي وروسيا، كانت "ضم جزيرة القرم" الأوكرانية، والتي جاءت عقب الإطاحة بنظام الحكم في أوكرانيا بعد احتجاجات شعبية واسعة في فبراير عام 2014. وخلفت الثورة الأوكرانية، شعبا منقسما بين تأييد للغرب الأوروبي وشريكته أمريكا، وجزء آخر داعما لروسيا، وتحول الأمر لتمرد انفصالي يطالب بالعودة للحكم الروسي من خلال ضم جزء من بلاده (شبه جزيرة القرم) للحدود الروسية بإجراء استفتاء شعبي بضم القرم لروسيا. واتخذت الولاياتالمتحدة موقفا غاضبا، حيث أبلغ أوباما بوتين بأن أمريكا وحليفاتها لن تعترف "أبدا" باستفتاء القرم الذي صوتت فيه غالبية ساحقة من المقترعين لصالح انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا". وجاءت التوقعات حينها واضعة سيناريو تدخل قوات الناتو عسكريا لإعادة الوضع القرم كما في السابق؛ لكن ما استقر إليه الأمر ، هو أن اكتفى أوباما بأن خياره هو الضغط السياسي على روسيا دون تطور عسكري، بحسب بي بي سي . - دونباس والحل في "صيغة النورماندي" بعد أن آلت الأمور في القرم للدب روسيا، طفت على السطح أزمة أكبر بعد بضعة أشهر قليلة وكان مركزها إقليم "دونباس" في شرق أوكرانيا، بحسب يورو نيوز. وتصاعدت مظاهرات الانفصاليين، ما أسفر عن اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن الأوكرانية والجماعات المدعومة من موسكو، وتحركت المدرعات الروسية إلى دونيتسك، عاصمة دونباس، لتستعر الحرب التي أدانها المجتمع الدولي، متهماً روسيا بانتهاك سيادة أوكرانيا وخرق القانون الدولي، ما دعا لفرض عقوبات اقتصادية عليها. ومع شهر يونيو في ذات العام (2014) استغل القادة الأوربيين تواجدهم في فرنسا احتفالا بمرور سبعين عام على إنزال النورماندي (غزو بحري واسع قامت به قوات الحلفاء ساعد في انتصارها في الحرب العالمية الثانية) وبتجمع زعماء فرنسا وألمانيا وأوكرانيا إضافة للرئيس الروسي بوتين تم التوصل لصيغة كبنية للتفاوض ما أطلق عليه" صيغة النورماندي" والتي تهدف إلى وقف الحرب بين الجيش الأوكراني والانفصاليين في شرق البلاد وإعلان هدنة دائمة وتبادل الأسرى وسحب الأسلحة الثقيلة وتحديد خطوات متبادلة لإعادة الثقة والقيام بإصلاحات دستورية تعطي الشرق الأوكراني إدارة ذاتية موسع، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة الأوسط.