أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء اتصالين هاتفيين بكل من نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون طالبا منهما عقد اجتماع عاجل مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد تصعيد عسكري أسفر عن مقتل أربعة جنود أوكرانيين. وقالت الرئاسة الأوكرانية بعد هذين الاتصالين الهاتفيين إن زيلينسكي دعا إلى اجتماع عاجل يعقده الأطراف الأربعة "للحفاظ على عملية السلام والتوافق على الإجراءات الواجب اتخاذها لحل النزاع في شكل نهائي". وقتل أربعة جنود أوكرانيين الثلاثاء في هجوم للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وهي أكبر حصيلة منذ بدء هدنة جديدة قبل أسبوعين. وقال الرئيس الأوكراني في مؤتمر صحفي إنه اتصل أولا ب بوتين "طالبا منه ممارسة نفوذه ليكف (الانفصاليون) عن قتل مواطنينا". وأضاف: "تبلغت تفاصيل تؤكد أن قواتنا أطلقت بدورها النار على مدنيين"، لافتا إلى أنه أجرى "مكالمة طويلة" مع بوتين. وهو ثاني اتصال هاتفي بين الرئيسين منذ انتخاب زيلينسكي في أبريل. وقال زيلينسكي "يجب أن نتصارح وننهي هذه الحرب". وفي بيان تطرق فيه إلى المكالمة الهاتفية، أوضح الكرملين أنه طلب تكثيف عمليات تبادل الأسرى، و"اشترط لنزع فتيل التصعيد أن يتوقف قبل كل شيء القصف الأوكراني لمدن دونباس"، المنطقة الانفصالية في شرق أوكرانيا. ولاحقا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان أنه تشاور هاتفيا مع نظيره الأوكراني ودعاه إلى التحلي ب"روح بناءة" في علاقاته مع روسيا، مقدما تعازيه ومؤكدا "تضامنه مع الشعب الأوكراني" إثر مقتل الجنود الأربعة. وذكرت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون أكد لزيلينسكي استعداد فرنسا الكامل للتوصل إلى نتائج ملموسة في إطار صيغة النورماندي، موضحا أن هذه القضية ستكون على جدول أعمال اجتماعه مع بوتين في 19 أغسطس. ومنذ أبريل 2014 قتل 130 ألف شخص في شرق أوكرانيا حيث نشب نزاع مع انفصاليين موالين لروسيا بعد الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى رحيل حكومة موالية لروسيا في كييف ثم ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون روسيا بدعم الانفصاليين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك وهو ما نفته موسكو على الدوام رغم العديد من الأدلة. وبعد اتفاقات مينسك 2 فبراير 2015 تراجعت حدة المعارك لكنها لا تزال تتسبب بسقوط ضحايا بانتظام.