ذكرت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية أمس أن حزب الله اللبنانى هو الذى اغتال العالم الإيرانى مسعود على محمدى (50 عاما) بطلب من الحرس الثورى الإيرانى بعد أن أفصح علنا عن دعمه لزعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوى. وكانت الحكومة الإيرانية اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة باستخدام قتلة مأجورين لتصفية محمدى. الصحيفة نقلت عن جهات معارضة فى إيران لم تسمها القول إن قاتل العالم الإيرانى، الذى لقى حتفه الأسبوع الماضى فى انفجار دراجة نارية جرى التحكم فيها عن بعد، ينتمى لحزب الله الحليف الوثيق للجمهورية الإسلامية. ونسبت إلى الجماعات التى وصفتها بأنها معارضة معنية بمراقبة تحركات حزب الله فى طهران، القول إن صورا التقطت لعنصر من حزب الله اسمه الحركى «أبوناصر» فى حى قيطارية شمال العاصمة الإيرانيةطهران. وأضافت الصحيفة أن جماعة معارضة مقرها ألمانيا نشرت صورة لرجل شبيه بآخر قالت إنه كان واحدا من المتظاهرين الذين اقتحموا مكتب المرشح الرئاسى الإيرانى الخاسر موسوى فى طهران عقب الانتخابات الرئاسية التى جرت فى يونيو الماضى وأعلن فوز الرئيس محمود أحمدى نجاد من خلالها بولاية رئاسية ثانية، وهو المدعوم من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله على خامنئى. وذكرت الجماعة أن الحرس الثورى الإيرانى يستخدم عناصر حزب الله فى تنفيذ المهام «الوحشية» لأنهم معروفون بقسوتهم كما أنهم ليسوا من داخل البلاد، على حد قولها. وكانت الأنباء تضاربت بشأن انتماء محمدى، الذى كان أستاذا فى جامعة طهران ويعمل فى الحرس الثورى، للتيار المحافظ أو دعمه للإصلاحيين فى إيران. وقال الرئيس نجاد الأسبوع الماضى إن أسلوب التفجير يشير إلى أن الصهاينة «هم من فعلوا ذلك، وأنهم يكرهوننا ولا يريدوننا أن نتقدم». ولم يصدر تعليق رسمى فى إسرائيل، لكن من المعروف أن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلى (الموساد) ينشط فى إيران محاولا تدمير برنامجها النووى، وفقا ل«التايمز». إلا أن ميسخا بن ديفيد، وهو عميل سابق ل«الموساد» يشكك فى مسئولة إسرائيل عن اغتيال محمدى بقوله إنها مخاطرة كبيرة أن تنفذ هجوما من هذا النوع فى طهران، ولا أعتقد أن العالم الإيرانى يستحق هذا الجهد. فى الوقت نفسه تقول مصادر فى طهران إن محمدى كان مؤيدا بشدة للقوى المعارضة للرئيس نجاد، وأن اغتياله يمثل رسالة من النظام الحاكم للمعارضة. وبحسب ماجد محمدى، المدرس فى معهد الدراسات العالمية بجامعة ستونى بروك فى نيويورك، وصديق العالم الراحل، فإن «محمدى لم يكن متخصصا فى الفيزياء النووية، وإنما فى الفيزياء عموما، وأعتقد أن وسائل الإعلام الرسمية قالت إنه نووى لتشير بذلك إلى تورط الإسرائيليين والأمريكيين» ضمن محاولات البلدين تصفية الكوادر البشيرة فى البرنامج النووى الإيرانى. وتتهم إسرائيل وأمريكا وحلفاؤهما إيران بالسعى لإنتاج أسلحة نووية، ما تنفيه طهران، مرددة أن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، ومن بينها إنتاج الطاقة الكهربائية، وتتهم تل أبيب بالتحريض على البرنامج النووى الإيرانى، لصرف الأنظار عن الترسانة النووية الإسرائيلية الضخمة غير الخاضعة للرقابة الدولية. ولإيران علاقات وثيقة بجماعة حزب الله، حيث تمدها بالأموال والسلاح، ويوجد العشرات من مسئولى الجماعة فى طهران، بحسب المعارضة.